رمز الخبر: 119
اعترف النظام البهلوي بالكيان الصهيوني المحتل في الـ 23 من 1328. بعد تأسيس الكيان المحتل، بنى النظام البهلوي علاقة وثيقة به. يمكن اعتبار الهدف الرئيسي من هذا التعاون بين النظامين نتيجة المصالح المشتركة لهما، وظهور وتطوير سياسات معادية للعرب ومؤيدة للصهيونية بين المسئولين البهلويين. فالنظامان وبالإضافة إلى التعاون الثنائي في الأربعينات والخمسينات بنوا علاقات رسمية تنظيمية بمنظمة الاستخبارات التركية، انتهى التعاون بين الكيان المحتل والنظام البهلوي وكذلك الأجهزة الأمنية للنظامين، بعد انتصار الثورة الإسلامية وسقوط النظام البهلوي.
2021 March 15 - 11:14 : تأريخ النشر

موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية؛ اعترف النظام البهلوي بالكيان المحتل في 23 من اسفند عام 1328، و بدأت العلاقات بينهما بعد انقلاب 28 العسكري بعام 1332، واتسعت في مختلف المجالات، عملية استمرت حتى انتصار الثورة الإسلامية، وتوسعت كثيراً، ان الكيان الصهيوني المحتل ولقاء الاعتراف به على يد البهلوي، وفي إطار عقيدة المحاور المحيطة أعلن عن رغبته بتوسيع نطاق العلاقات بين الجانبين، وفي إطار هذه العقيدة، حاولت تل أبيب ان توسع علاقاتها بالدول المحيطة بالدول العربية أي إيران وتركيا، كانت القضايا الاقتصادية منطلقا لبدء هذه العلاقات، إضافة إلى حاجة الصهاينة إلى النفط الإيراني لمحاربة الدول العربية، اتسعت تلك العلاقات نطاقا لتشتمل على الجوانب السياسية والأمنية، وبدأ الموساد تعاونه مع السافاك، في إيران وفي الحقيقة تأسس السافاك على يد منظمة السي آي ايه، لكن بمرور الزمن حلت الموساد محل السي آي ايه، وتولت توجيهه ودعمه. مع هذا فان العلاقات بين البلدين لم تبق محصورة على مستويات خاصة، واتسعت نطاقا لتشمل الجوانب العسكرية. ورد في كتاب السافاك ودوره في التطورات الداخلية للنظام البهلوي الذي نشره مركز وثائق الثورة الإسلامية حول العلاقات بين النظام البهلوي والكيان الصهيوني:

بعد تأسيس الكيان المحتل بنى النظام البهلوي علاقات وطيدة به، وهذا النظام كان من الدول الإسلامية القليلة التي اعترفت بالكيان المحتل بعام 1328 وزادت علاقات الجانبين في عام 1339.

بعدما تركت الفرقة التعليمية لسي أي ايه بعام 1339 إيران، تولى عدد من المدربين من الموساد تعليم السافاك، وبقوا في إيران حتى عام 1344 وقدموا تعليماتهم للسافاك، ووفقا لمقترح قدمته هذه المجموعة تكونت الدارة التاسعة فريق المباحث، وبدأت بخططها التعليمية ودربت القوات بمساعدة كتب تعليمية لسي أي ايه والموساد.

ان المصالح المشتركة بين النظام البهلوي والكيان الصهيوني قادتهما إلى التعاون في القضايا الأمنية، وكان الهدف الجوهري هو توسيع نطاق السياسات المعارضة للعرب والمؤيدة للصهاينة عند المسئولين في النظام البهلوي، هذا وان علاقات النظامين في تلك السنوات كانت تتم بشكل سري، وفي الوثائق التي بقيت من السفارة الأمريكية المذكورة في وثائق وكر التجسس ونقلا عن المسئول الثاني في بعثة الكيان المحتل تورجمن إذ يقول: ان العلميات الإسرائيلية في إيران سرية في الأغلب، وبينما ترغب إسرائيل بتوسيع نطاق علاقاتها بإيران، فإنها تأخذ بعين الاعتبار مكانة إيران في الاعتراف بإسرائيل وكذلك الكثير من الدول العربية، ولا تصر كثيراً على إقامة العلاقات معها.

على هذا إن النظام البهلوي، وعلى الرغم من اعترافه بالكيان الصهيوني الصهيوني، لم يتمكن من إقامة علاقة عامة معه بسبب مكانته الخطيرة في المنطقة ومعاداة إسرائيل عند الشعب الإيراني ومسلمي العالم، لذلك وعلى الرغم من علاقتهما السرية، إلا ان البهلوي كان يتظاهر بعدائه لإسرائيل، ويظهر ذلك في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية عندما كان يصوت دائما ضد الكيان المحتل، ويدينها. لكن هذا الأمر لا يتجاوز كونه شكليا.

استفاد كلا النظامين بشكل كبير من هذا التعاون البعيد عن الضوضاء. وبهذا التعاون، حاصر الكيان المحتل العالم العربي، كما أنه لم يشعر بالوحدة الكاملة في الشرق الأوسط. من ناحية أخرى، تمتع النظام البهلوي بمزيد من الدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، كما استخدم الأساليب الأمنية المتطورة التي قدمه له الكيان المحتل.

ان الصهاينة ومنذ ربيع عام 1357 كانت ترسل تقارير غريبة عن وضع إيران، حتى كان يفكر القائم بأعمال سفارة الكيان المحتل يوري لوبراي في طهران بان الشاه لم يحتفظ بمنصبه أكثر من عامين أو ثلاث، لكن لم تجد آذان صاغية وبعد إخفاق الصهاينة في حرب يوم كيبور فقدت الأجهزة الأمنية الأمريكية ثقتهم التامة بالصهاينة، والسبب يعود إلى عدم تمكن الموساد من التنبؤ بهجوم المصريين.

انتهى التعاون بين النظام البهلوي والكيان المحتل وكذلك الأجهزة الأمنية بين الجانبين، بعد انتصار الثورة الإسلامية وسقوط النظام البهلوي، وحتى اعتبر إيران الإسلامي الكيان الصهيوني عدوها الرئيس في المنطقة وقام بدعم الفلسطينيين في محاربتهم الكيان المحتل.


أرسل إلى صديق
ترك تعليق