رمز الخبر: 20
بمناسبة انتشار كتاب "الثورة الإسلامية في مدينة جهرم"
يأتي إعداد وثائق الثورة الإسلامية، من الخدمات الثمينة التي قدمها مركز وثائق الثورة الإسلامية. فان ذاكرة الفرد ومهما كانت قوية تتعرض إلى نسيان ما يوجد فيها من معلومات بعد مرور الزمن وتصبح الذكريات من الماضي ولا يمكنها ان تقوم بتسجيل الذكريات أما ما قام به مركز وثائق الثورة يؤدي إلى الحفاظ على الذكريات وتطرح كعنصر رئيس لانطلاق الثورة وانتصار الثورة الإسلامية والحفاظ على قيم الثورة الإسلامية وصيانتها.
2015 November 17 - 08:23 : تأريخ النشر

الموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية؛ ان علي محمد بشارتي يعمل مستشارا سياسيا لرئيس لمجمع تشخيص مصلحة النظام وكان من المناضلين الثوريين. ولد في مدينة جهرم وكان بيته في فترة النضال الشعبي ضد النظام البهلوي المنحوس من القواعد المهمة التي كان يلجا إليها مناضلو الثورة الإسلامية. في هذا المجال قام علي محمد بشارتي بكتابة مقالة حول كتاب الثورة الإسلامية في مدينة جهرم، طبعها مركز وثائق الثورة الإسلامية، ومنحها للموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية، إليكم نصها بالكامل:
يأتي إعداد وثائق الثورة الإسلامية، من الخدمات الثمينة التي قدمها مركز وثائق الثورة الإسلامية. فان ذاكرة الفرد ومهما كانت قوية تتعرض إلى نسيان ما يوجد فيها من معلومات بعد مرور الزمن وتصبح الذكريات من الماضي ولا يمكنها ان تقوم بتسجيل الذكريات أما ما قام به مركز وثائق الثورة يؤدي إلى الحفاظ على الذكريات وتطرح كعنصر رئيس لانطلاق الثورة وانتصار الثورة الإسلامية والحفاظ على قيم الثورة الإسلامية وصيانتها.
ان كتاب الثورة الإسلامية في مدينة جهرم والكتب المماثلة به تحمل جانبا هامشيا ويتبلور في انها تسجل الأحداث كلها سواء كانت تحمل طابعا إيجابيا أم سلبيا للأفراد، وهذا هو درس للأفراد المؤثرين الثوار ذلك ان ثواب تلك الأعمال لا تضيع في هذه الدنيا والإنسان لا يبقى منتظرا ليوم الآخرة والقيامة، أما بالنسبة للأشخاص أصحاب السجل السلبي فهو أمر واضح بان مواقفهم السلبية أو علاقتهم بالمسئولين في النظام البهلوي لا يخفي عن أعين الناس لا سابقا ولا في المستقبل.
في مدينة مثل مدينة جهرم التي تبتعد عن طهران ألف ومائتين كيلو مترا لم تنعكس أحاديث الناس ومواقف الناس في خضم الثورة الإسلامية التي اندلعت في البلاد. نحن لا نتبنى الأفكار القومية ولسنا قوميين لكن تبرز القومية نفسها أحيانا، على سبيل المثال فان النبي الأكرم في حرب الأحزاب أو في حرب حنين أمر بان ترفع كل قبيلة علمها حتى تبدي صمودا ومقاومة على اقل تقدير حفاظا على مكانة القوم والقبيلة التي ينتمي إليها.
ان الجانب الإيجابي التي تحملها عملية إعداد الثورة الإسلامية هي عرض الثورة في مرآة الناس ان جمالية الثورة تتبلور في ان كل حبات السبحة تقوم بعملها وواجبها لكنها في المجموع وفي  المحصلة تؤدي علما واحدا وهو الحفاظ على شمولية الثورة الإسلامية.
ان كتاب الثورة الإسلامية في مدينة جهرم، يوضح معالم أدوار المدينة في اندلاع الثورة. هذا وان كتاب الثورة الإسلامية في مدينة جهرم ليس كتابا يعد من قبيل نقل القصص ونصه يبين بان الثورة لا تختص بقبيلة أو جماعة خاصة وكل الناس يؤدون دورهم في الثورة، في هذا الكتاب ورد أسماء كل علماء مدينة جهرم وحتى الذين لم يكونوا أصحاب أعمال إيجابية غير انهم شاركوا مرة واحدة في المظاهرات، وهذا الأمر يدل على دقة الكتاب وإمعانه في نقل الأحداث.
ان أهالي مدينة جهرم لا يتحدثون كثيرا لكن كانت الدولة تعرف ماذا تركت قضية قلة المياه من مشاكل أي عليها ان تقوم بما قامت به فيما يتعلق ببحيرة اورومية وتنفذ تلك الأعمال لبساتين مدينة جهرم. ان جهرم تنتج سنويا 800 ألف طن من الحمضيات أي ان محافظة كيلان ومازندران تنتج مليونين طن من الحمضيات لكن مدينة جهرم تنتج لوحدها 800 ألف طن.
كان في بيوت مدينة جهرم آبار المياه وكان كل بيت يقوم بزراعة النخل والليمون كل على وسعه، وكان يوفر حاجته من التمر لسنة كاملة، في جهرم يعتبر التمر الطعام الرئيس أي لو تناول المرء التمر لا غير في العشاء فهذا يكفيه، لهذا كان كل بيت يقوم بحفر آبار المياه في البيوت، وان عمق آبار المياه كان يصل من 8 أمتار حتى 385 حتى يخرج الماء، هذا الأمر يبين مدى الطاقة التي لا بد ان تستهلك لحفر آبار المياه لكن لم يحتج أهالي مدينة جهرم النجباء والشرفاء ولم يكونوا يتحدثون عن تلك القضايا. ان أهالي جهرم كانوا قد أبدعوا نظام الري تحت الضغط قبل انتصار الثورة الإسلامية.
من محاسن كتاب الثورة الإسلامية، في مدينة جهرم، هو تشجيع الناس، في هذا الكتاب تم الحديث عن كل خدمات أهالي جهرم على النحو التالي، فيجب تقديم الشكر لكل من قام بإعداد الكتاب.
ان ملحمة الثورة الإسلامية هي دور علماء الدين في انتصارها، منذ العهد القاجاري التي تأسست الأحزاب في البلاد ان الأحزاب التي لم تنتمي إلى أي مجموعة ولم تحمل في جعبتها ما تستقطب الناس، قد اختارت التقليد من الغرب عنوانا لها.
ان الحزب وتأسيس الحزب أصبحت عملية لها أنصارها بعد سقوط رضا خان في اسفند عام 1320 ذلك انه تم نفي رضا خان ولم تترسخ مكانة محمد رضا بعد، على هذا كانت هناك أحزاب ناشطة، لكن بعد 28 مرداد تم قمع كل تجليات الحرية، وان الأحزاب قد اندثرت شيئا فشيئا وتم تأسس أحزاب على يد الحكومة مثل حزب الشعب أو حزب إيران الحديث.
فيما بعد قام الشاه بحل كل تلك الأحزاب، واختار هويدا كأمين عام لحزب رستاخير (البعث) وان الناس كانوا ينضمون إلى حزب رستاخير خوفا أو طعما وبسبب الحصول على العائد المالي يميلون إلى الانضمام إلى هذا الحزب فكان الأمر  ان صحيفة توفيق التي لم تكن تريد الابتعاد عن الأجواء كتبت شعارا "ليبق حزب إيران نوين وليحيا حزب الشعب قليلا.
بعد 28 مرداد تم تأسيس الحزب القومي انهم كانوا يريدون بان يقلدوا المثقفين الفرنسيين والسبب هو ان أعضاء الحزب كانوا قد تلقوا دروسهم في فرنسا، وكان يريدون من جهة أخرى الحفاظ على علاقاتهم بالحكومة، على هذا كانوا يقولون باننا نؤمن بالإصلاحات التي يبقى الشاه في طار الدستور، وتبقى الحرية، وان خطنا العقائدي هو الجبهة القومية العلمانية.
لو أردنا تسليم مقاليد الأمور والحكم إلى شخص غير عالم الدين، فكان علينا السير على طريق سارت عليه الجبهة القومية ونهضة الحرية. ان نهاية نهضة الحرية قد تجلت في مناصرة الشاه، كان يريد بازركان فقط ان تكون انتخابات البرلمان حرة ولا شيء آخر، انه لم يكن يطالب بالجمهورية لكن كان علماء الدين بقيادة سماحة الإمام الخميني قدس سره هم من قضوا على نظام الشاه وان هذا الدور المؤثر والكبير كان مقبولا من الإمام وعدد من علماء الدين، ولم يكن الآخرين يمتلكون جرأة لإطلاق تلك الشعارات.
في كل مدينة كان لعلماء الدين الدور الأبرز والأقوى، كان تواجد ومشاركة الناس في الثورة كثيرا سواء قبل انتصار الثورة أو بعد انتصارها ان مدينة جهرم كانت نموذجا كاملا لحالة كان الناس يحبون دائما علماء الدين. في عهد البهلوي لم تكن في هذه المدينة لا سينما ولا مراكز دعارة، ذلك ان علماء الدين كان لهم حضور في الساحة. ان آية الله حق  شناس رحمه الله عندما كان يريد زيادة آية الله شب زنده دار ليلا، كان هناك شارع باسم شارع جمهوري إسلامي وانه كان يأتي على طول الشارع وكان أصحاب الدكاكين يخبرون البعض بالأمر وكانوا يخرجون من الدكاكين ويؤدون الاحترام هذا الأمر يدل بوضوح على ثقة الناس بعلماء الدين.
في كتاب الثورة الإسلامية في مدينة جهرم تم تكريم مكانة علماء الدين والخدمات التي قدموها تكريما كاملا، وتم تأييد مكانتهم كاملا وبحق. ان الأسس السائدة على الثورة تظهر في كل الكتاب بشكل لا غبار عليه، وكأن هناك طاقة تظهر في كل أجزاء الكتاب وهذا الأمر أما ناتج عن ذكاء معدي الكتاب وأما ناجم عن مجموعة المقابلات التي أجريت مع الشخصيات المؤثرة في مدينة جهرم.
في حتى الكتاب تم تكريم علماء الدين بدقة وبحق وحتى الذين كانوا قد اتخذوا الصمت أو الحياد موقفا لهم، ولم يدخلوا الجلسات والاجتماعات، قد ورد أسماءهم وان هذا الكتاب وبكل النسخ التي تدخل مدينة جهرم لا يوجه اللوم إلا من قام بإعداد الكتاب ذلك انني قلما رأيت كتابا يحمل هذه السمات والميزات.

لا يجب ان يكون هذا الكتاب آخر الكتب في هذا المجال، يجب التطرق إلى دور آية الله حق شناش باعتباره قائدا لعلماء الدين في مدينة جهرم وآية الله آية اللهي رحمه الله باعتباره رائدا للثورة في مدينة جهرم وآية الله شب زنده دار باعتباره مسئول تقوية أسس الناس العقائدية.
قامت مؤخرا مجموعة بتكريم ذكرى آية الله شب زنده دار، انني اقترح بان مركز وثائق الثورة الإسلامية يقوم بتحديد جماعة لجمع المعلومات، ان مرحوم آية الله حق شناس وارى بانه سلمان في عصرنا كان لديه ابن وكان عالم دين وتوفى وان صهره كان عالم دين ورحل عن الحياة ولم يوجد هناك من يريد ان يقيم مؤتمر لتخليد ذكراهم.
هناك قضايا في حياة أولئك الكبار يمكن لكل من يريد الاستفادة منها، وفي الحقيقة ان قارئ الكتاب يرغب في التوجه إلى مدينة جهرم وان يتعرف إلى هذه المدينة، وبعد دراسة هذا الكتاب سيعرف السبب وراء زيادة عدد الشهداء في مدينة جهرم مقارنة بمدينة شيراز.

تتضح أهمية آثار مركز وثاق الثورة الإسلامية مستقبلا


تتضح أهمية آثار مركز وثائق الثورة الإسلامية مستقبلا. انني قدمت المجلد الرابع لكتاب 57 عام من الأسر إلى سماحة قائد الثورة الإسلامية. انه قال طوبى لكم، من عنايات الله تعالى بحقكم هو عدم قبولكم أي منصب وقيامكم بإعداد تاريخ الثورة.
ان مصدر قلقي هو ان الثوار يقومون بالعمل التنفيذي وان يأتي الأعداء ويكتبون تاريخ الثورة كما يريدون وإننا نعد بحاجة إلى نظرتهم إلى الثورة من خلف منظارهم. قال سماحة القائد هذا هو العمل الرئيس. انه قال ليس لدينا أي كتاب يتحدث حول الثورة الدستورية، هناك كتاب واحد حول الثورة الدستورية وهو من تأليف كسروي المعارض للدين والملحد. انني ذكرت عدة عبارات من كتابه عند تأليف كتاب عن الثورة، ان الأجيال التالية التي تريد القيام بالبحث عن الثورة ترى لو لم يكن عمل السيد حسينيان، فلم يكن هناك كتاب في الساحة.

أرسل إلى صديق
ترك تعليق