رمز الخبر: 50
سلسلة أبحاث ينشرها مركز وثائق الثورة الإسلامية...
ان فترة رئاسة سماحة آية الله الخامنئي على البلاد كانت فترة إدارة الحرب والحصار الاقتصادي إلى جانب عملية بناء الأطر والتنسيق بين المؤسسات لترتيب أمور الجمهورية الإسلامية. ان قضية بناء الأطر والتنسيق بين المؤسسات إلى جانب مشكلة الحرب ومواجهة المعارضين للثورة والمنافقين والليبراليين العظمي، أصبحت على أجندة عمل سماحته، إذ كانت قضية تعريف الثورة ومواقف النظام بسبب أعمال جبهة الاستعمار والصهاينة، تعتبر مصيرية. على هذا ان مركز وثائق الثورة الإسلامية وبمناسبة ذكرى تولي آية الله الخامنئي منصب رئاسة البلاد يقوم بإلقاء نظرة ثانية على فترة مسئولية آية الله العظمى الخامنئي عندما كان رئيسيا للبلاد.
2015 October 13 - 11:56 : تأريخ النشر

الموقع الإعلامي لمركز وثائق الثورة الإسلامية؛ بعد استشهاد محمد علي رجائي (الرئيس الثاني للجمهورية الإسلامية الإيرانية) اختار المجلس المركزي لحزب الجمهورية الإسلامية وكذلك مجمع مدرسي الحوزة العملية في قم بإجماع ماحة آية الله الخامنئي مرشحا للرئاسة الجمهورية، على الرغم من معارضة سماحة آية الله الخامنئي، إذ كان الإمام الخميني يعارض سابقا تولي علماء الدين منصب رئاسة البلاد.
أقيمت الانتخابات في العاشر من مهر عام 1360 واختير آية الله الخامنئي في الدورة الأولى من الرئاسة بعد الحصول على جل الأصوات أي 95 بالمائة رئيسا للبلاد. في 17 مهر عام 1360 نفذ الإمام الخميني حكمه وقام آية الله الخامنئي بأداء اليمين الدستوري في 21 من مهر كثالث رئيس للبلاد في مجلس الشورى الإسلامي.
أصبح آية الله الخامنئي في ظل ظروف رئيسا للبلاد إذ كانت مؤسسة الرئاسة لا تتمتع بالبنية الملائمة ولم يتكون إطار نظام الجمهورية الإسلامية الحديث. لم تتأسس المجموعات التي تقدم الاستشارة والعون للرئاسة الجمهورية في القيام بالمهام الشرعية وهذا الأمر كان يشكل الكثير من المشاكل لأداء رئيس البلاد. فحاول آية الله الخامنئي بان يركز جزءا من مساعيه على بناء الأطر لمكتب رئاسة الجمهورية ورئاسة البلاد فتأسس المكتب بعدة مستشارين.
مع هذا وبالرغم من كل المشاكل في الفترة الأولى من رئاسة سماحة آية الله الخامنئي إلا ان رؤوس خططه جاءت على النحو التالي:
الاهتمام بقضايا الحرب المفروضة
تحقيق السياسيات الاقتصادية الهادفة إلى تقديم الدعم للمستضعفين
إزالة الطاغوت من كل قضايا الحياة الإدارية والاجتماعية والسياسية للشعب الإيراني
استخدام المواهب البشرية والكشف عنها في كل المجالات
تحقيق الأمن الاجتماعي والإداري والقضائي لتقديم الخدمة المؤثرة للناس
تحقيق الأمن والحرية للناس على يد كل الأشخاص الملتزمين بنظام الجمهورية الإسلامية بغض النظر عن فكرهم

مع هذا ان الحرب المفروضة خلقت الكثير من المشاكل للبلاد لكن إلى جانب تلك الأعمال كان الاهتمام باقتصاد وثقافة الناس قد جاء على رأس استراتيجيات سماحة آية الله الخامنئي.
بالرغم من ان سماحة آية الله الخامنئي لم يكن يرغب بالمشاركة في انتخابات الرئاسة الجمهورية في الدورة الثانية بسبب الخلافات في وجهات النظر في الدورة الأولى إلا ان اعتبار الإمام الخميني الأمر تكليفا شرعيا جعله يرشح نفسه. وجاءت أهم ما قام بها على النحو التالي:
إعداد لائحة صلاحيات الرئاسة الجمهورية
تقليل تولي الحكومة الأمور وتسليمها إلى الناس
تعيين مسئولين ثوريين وفاعلين في الحكومة
مكافحة الفقر السائد على المجتمع وحياة الناس

نقل ملكية الأراضي الزراعية للشعب، ونقل الصناعات المملوكة للدولة إلى القطاع التعاوني
منح حصة العمال في المصانع، والتوسع في الصادرات وتقليل الاعتماد على عائدات النفط
إشراك الناس في الشؤون الاقتصادية والثقافية للبلد بإشراف الحكومة
دفع السياسة الثقافية في البلاد نحو الاستقلال الثقافي

الخصائص المهمة لفترة رئاسة آية الله الخامنئي
بالرغم من المشاكل الكثيرة التي واجهها سماحة آية الله الخامنئي طوال فترة رئاسته للجمهورية في السنوات الثمانية، في الجانب الداخلي والدولي، إلا ان فترة رئاسته كانت من الفترات الذهبية للثورة، ان الكثير من أعماله سجلت كسمات خالدة، وإنها جاءت على النحو التالي:
1- اهتمام سماحة آية الله الخامنئي الخاص بالناس
ان اهتمام سماحة آية الله الخامنئي بدور الناس كان من سياساته وان هذه سياسة وضعها آية الله الخامنئي على رأس أجندة عمله في تقديم الصورة الحقيقية للثورة الإيرانية في الأوساط الدولية، وجعل دعم الناس للثورة الإسلامي وفقا لهذا الأصل.
أنا كان يرى بان الجمهورية الإسلامية والثورة والنظام، يتأسسون على الشعب وان الشعب يعرفون تفاصيل الأمور ما عدى من يسببون الفساد. ان المعايير هي فهم الناس للثورة. ان نظامنا هو نظام شعبي وليس نظاما حزبيا. وعلى أساس تلك السياسة أصبح الاهتمام بمعاش الناس محط اهتمام سماحة آية الله الخامنئي الخاص. ومن هنا يمكننا ان نعرف بان الشعب كان يحتل مكانة مهمة في أفكار سماحة آية الله الخامنئي وبرزت هذه القضية في كل فترة إدارته للأمور وخاصة في السياسات الحربية الشاملة. فان تواجد سماحة آية الله الخامنئي في جبهات الحرب لم يعتبر عنصرا معنويا لجنود الإسلام بل كان تجليا لشعبية هذه الثورة ونظامنا.

2- إتباع سماحة آية الله الخامنئي الكامل من الإمام الخميني (قدس سره)


ان تبعية سماحة آية الله الخامنئي من الإمام الخميني كاملا، كانت من سمات إدارته الخاصة، ان هذه القضية تظهر بشكل خاص في فترة اختيار رئيس الوزراء في الفترة الثانية وقبول رأي سماحة الإمام الخميني. لم يكن سماحة آية الله الخامنئي موافقا لاختيار موسوي ثانية، لكن لبعض الأحداث وطلب الإمام الخميني أطاع سماحة آية الله الخامنئي الإمام وقبل بالأمر.
3- الزيارات الداخلية التي قام بها سماحة آية الله الخامنئي
ان اللقاء بمختلف طبقات الناس والمؤسسات والمنظمات المختلفة والمشاركة في مراسم افتتاح المشاريع والمشاركة في الندوات وزيارته مختلف المحافظات كانت من الأعمال التي قام بها سماحة آية الله الخامنئي في فترة تسلمه رئاسة البلاد، ان الحفاظ على العلاقة بالناس وخاصة بأسر الشهداء كانت من الاستراتيجيات الرئيسية لسماحته في فترة رئاسته للجمهورية.
4- النشاطات السياسية والثقافية لسماحة آية الله الخامنئي
ان قضية الثقافة ومواجهة الثقافة غير الإسلامية تعتبر من اهتمامات وهواجس سماحة آية الله الخامنئي. يمكن مشاهدة أهمية هذه القضية في أفكاره وخاصة في فترة تسلمه مقاليد رئاسة البلاد بوضوح، كما يدل توليه رياسة لجنة الثورة الثقافية والمجلس الأعلى للثورة الثقافية عن أهمية هذا الموضوع.
في المجال الثقافي ونشاطات المجلس الأعلى للثورة الثقافية تركزت مساعي سماحة آية الله الخامنئي في فترة قصيرة أي بعد 6 أشهر من تأسيسها بأمر من الإمام، على إقامة 31 اجتماعا تم تحديد القضايا الشاملة الثقافية للبلاد واتخاذ السياسة المحددة والتنسيق على مستوى البلاد واتخاذ القرارات المناسبة.
5- إحياء السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية
من الأعمال المهمة التي بذل سماحة آية الله الخامنئي اهتماما خاصا بها هو ترتيب السياسة الخارجية وفقا لأهداف جمهورية إيران الإسلامية. ان الأعمال التي قامت بها سماحته في هذا المجال هي:
اتخاذ السياسة المستقلة والمعتدلة في التعامل مع دول العالم واتخاذ القرارات وفقا لمصالح النظام والبلاد إلى جانب الصرامة والصراحة.
عدم التبعية إلى الغرب والشرق
الاهتمام بوحدة مسلمي العالم

الاهتمام الحقيقي في استعادة حقوق المسلمين في العالم من القوى العالمية والمواجهة المستمرة مع أي حركة تقوم بها القوى العظمى في المنطقة
الاهتمام الحقيقي بقضية القدس والأراضي المحتلة الفلسطينية والاستعداد لمواجهة العدو الصهيوني الشاملة
العودة إلى الثقافة الإسلامية الأصيلة في الساحة الدولية باعتبارها المانع في وجه الأعداء والناهبين
التركيز على التواجد المؤثر في الساحات الدولية
أصبحت السياسة الخارجية في فترة رئاسة سماحة آية الله الخامنئي ناشطة جدا وقدمت الصورة الحقيقية للثورة الإسلامية الإيرانية، من الأعمال المهمة التي قام بها سماحة آية الله الخامنئي في مجال السياسة الخارجية يمكن الإشارة إلى إقامة العلاقة الصحيحة بالتيارات السياسية الشيعية في أفغانستان والعراق ولبنان وخلق التفاهم بينها، وإنشاء المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. إذ تحول الخلاف بينهم إلى الوحدة في مواجهة العدو.
ان تأسيس حزب الوحدة الإسلامي وهو من الأحزاب الثمانية الأفغانية أدى إلى إنهاء التنافس المضر بينهم. هذا وان تأسيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق كان من أهم مدلولات هذه المقاربة. كما زاد نطاق دعم إيران للمناضلين المسلمين في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان.
أما القيام بالزيارات الخارجية بغية تطوير العلاقات السياسية كانت من السمات البارزة لتنمية السياسة والعلاقات الخارجية التي بدأت في الدورة الأولى من الرئاسة الجمهورية واستمرت في الفترة الثانية. سافر سماحة آية الله الخامنئي إلى سورية وليبيا والجزائر في الدورة الأولى أما في الدورة الثانية فسافر إلى دول آسيوية وافريقية كباكستان وتنزانيا وزيمبابوي وانغولا وموزامبيق.
كما شارك سماحة آية الله الخامنئي في أعمال الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة وبين مواقف جمهورية إيران الإسلامية لقادة دول العالم. النقطة البارزة والمهمة في تلك الزيارة هي ترحيب الإيرانيين والمسلمين في نيويورك بسماحته وقيامه بعدة أنشطة لإيضاح ظروف الثورة الإسلامية والحرب المفروضة وسياسات الاستكبار العالمي في مواجهة إيران. كما أم صلاة الجمعة في نيويورك وألقى خطابه هناك.
أهمية الزيارات الخارجية التي قام بها سماحة آية الله الخامنئي
ان الزيارات التي قام بها داخل البلاد وخارجها وخاصة اللقاءات الدولية جاءت بنتائج باهرة للثورة الإسلامية. ان التعريف بالثورة الإسلامية والأسس الجوهرية والقيم السامية للثورة وأحقية الجمهورية الإسلامية في فترة الدفاع المقدس في مواجهة الاستكبار العالمي وإيضاح مواقف الجمهورية الإسلامي تجاه مختلف القضايا العالمية وإيضاح القضايا الداخلية وإزالة الشبهات وإيضاح الثورة الإسلامية والخ كانت من ضمن تلك النتائج المثمرة.
كما قام سماحته بزيارة كوريا الشمالية التي حظيت باهتمام الإمام الخميني قدس سره وكما قال الحاج احمد الخميني فان الإمام تابع تلك الزيارة باشتياق من تلفزيون جمهورية إيران الإسلامية وبعد ملاحظته ترحيب الشعب به ومفاوضاته مع مسئولي كوريا الشمالية أشار إلى جدارة آية الله الخامنئي لكي يكون قائدا للبلاد وقال بالتأكيد ان يجدر بان يكون قائد الثورة الإسلامية.

أرسل إلى صديق
ترك تعليق