رمز الخبر: 59
سلسلة أبحاث ينشرها مركز وثائق الثورة الإسلامية...
طوال تكوين الثورة الإسلامية وانتصارها، تولت المواكب الدينية القيام بوظائف جديدة، فضلا عن الاحتفاظ بالمهام التقليدية. ويمكن الإشارة من ضمن تلك المهام الثورية التي قامت بها المواكب الدينية، إلى الوظائف السياسية والعسكرية والثقافية والفنية والاجتماعية والاقتصادية. وفقا لتلك المهام كانت تشكل تلك الوظائف داخل المواكب الدينية النواة الثورية، تعلم الثوار التعليم الديني، وكانوا يوزعون الشعارات والإعلانات والأشرطة والصور الثورية بعد إعدادها، ان تكريم مكانة الثوار وذكرى الشهداء في إطار جلسات القرآن والأحكام الإسلامية ومجالس العزاء، كان يتم داخل تلك المواكب.
2015 October 25 - 08:30 : تأريخ النشر

وأفاد الموقع الإعلامي لمركز وثائق الثورة الإسلامية؛ بانه طوال تكوين الثورة الإسلامية وانتصارها، تولت المواكب الدينية القيام بوظائف جديدة، فضلا عن الاحتفاظ بالمهام التقليدية. ويمكن الإشارة من ضمن تلك المهام الثورية التي قامت بها المواكب الدينية، إلى الوظائف السياسية والعسكرية والثقافية والفنية والاجتماعية والاقتصادية. وفقا لتلك المهام كانت تشكل تلك الوظائف داخل المواكب الدينية النواة الثورية، تعلم الثوار التعليم الديني، وكانوا يوزعون الشعارات والإعلانات والأشرطة والصور الثورية بعد إعدادها، ان تكريم مكانة الثوار وذكرى الشهداء في إطار جلسات القرآن والأحكام الإسلامية ومجالس العزاء، كان يتم داخل تلك المواكب.
نظرا إلى ما ورد من قضايا فان ظروف وبنية المواكب الدينية الخاصة، كانت توفر لها إمكانية التنظيم والتعبئة والقيام بالأنشطة السياسية في خضم الثورة الإسلامية إلى جانب التنظيمات الأخرى بشكل ملحوظ. ان مركز وثائق الثورة الإسلامية ألقى نظرة على المواكب المؤثرة في تكوين الثورة الإسلامية في الجزء الأول المكون من قسمين، نتطرق في الجزء الثاني من هذا التقرير إلى دور موكب مكتب الحسين عليه السلام وموكب أنصار القرآن وموكب أنصار الحسين عليه السلام.
ث) موكب مكتب الحسين عليه السلام (الأذربيجانيون المقيمون في المركز)
1-تاريخ موكب مكتب الحسين عليه السلام
ان هذا الموكب كان من المواكب الناشطة في الثورة. تأسس عام 1334. وكان مؤسسه الرئيس هو الراحل وكيلي. قبل انتصار الثورة الإسلامية كان يقيم نشاطاته الموكب يوم الجمعة فحسب، وكان يسمي بموكب الحسين بن علي عليه السلام.
يشير كتاب أصحاب الإمام برواية وثائق السافاك إلى ان الشهيد سعيدي كان من مؤسسي موكب مكتب الحسين عليه السلام. كان آية الله مهدوي خراساني في الحوزة العلمية يسكن في سكن إلى جانب الشهيد باهنر وآية الله هاشمي رفسنجاني. وهذا التعارف أدى إلى توجيه الدعوة لهم بعد تأسيس موكب مكتب الحسين عليه السلام.
كان موكب مكتب الحسين عليه السلام يقيم نشاطاته في بيوت أعضاءه أو في المسجد القريب من بيت الأعضاء عند عدم تمكنهم من إقامتها في البيت. وكان من ضمن تلك المساجد هو مسجد موسى بن جعفر إذ بناه الشهيد سعيدي.
كما كان مسجد احمدية من المساجد الأخرى التي كانت تقام أنشطة موكب مكتب الحسين عليه السلام، فيه. وكان يقيم الآذريون أنشطة المساجد، وكانت برامج المسجد تبدأ بتلاوة القرآن ثم تطرح عدة قضايا استنادا إلى رسالة مراجع التقليد مثل آية الله الخوئي وآية الله بروجردي والإمام الخميني قدس سره ومن ثم كان آية الله مهدوي خراساني بإلقاء الخطبة.  رحل السيد وكيلي ليلة انتصار الثورة الإسلامية وأغلق الموكب بعد وفاته حتى قام ابن شقيقته الحاج محمد علي فاخر بتحويل مصنعه إلى حسينية مكتب الحسين عليه السلام حتى تبقى ذكراه خالدة في القلوب.
تقام في يومنا هذا أنشطة موكب مكتب الحسين عليه السلام في مختلف المناسبات منها ذكرى استشهاد الأئمة وميلادهم. يقيم الموكب صباح يوم الجمعة دعاء الندبة أسبوعيا، يمكن الإشارة إلى الشهيد سعيدي والشهيد باهنر وآية الله هاشمي رفسنجاني من ضمن الذين كانوا يلقون خطابة في موكب مكتب الحسين عليه السلام. كما ألقى الشهيد باهنر خطاباته عام 45 و46.

2-نسبة المشاركة الشعبية والقاعدة الاجتماعية
لما كانت أنشطة الموكب تقام في بيوت الأعضاء فانها استمرت حتى انتصار الثورة الإسلامية على هذا المنوال ولم يكن للموكب مكان ثابت، وان عدد المشاركين كان يتراوح من عشرين إلى ثلاثين شخص وفي أعلى نسبة وصلوا إلى 200 شخصا. كان يشارك مختلف الطبقات في موكب مكتب الحسين عليه السلام ونظرا إلى الوثائق فان أعضاء هيئة المؤتلفة الإسلامية كانوا يشاركون في أعمال الموكب. وورد في إحدى الوثائق بان هناك موكب يسمى موكب ناصر تنوري كان يشارك في مراسيم موكب مكتب الحسين عليه السلام.
3-المناضلون وشهداء الموكب الثوار
يمكن الإشارة إلى مهدوي خراساني من ضمن المناضلين الذين كانوا يقومون بدعم الإمام الخميني قدس سره، في خطاباته، وبسبب الصراحة في الكلام ألقى في السجن. كما استشهد ابنه على يد السافاك ونظرا إلى وثائق السافاك كان سيد مرتضى خاتمي من الناشطين في الموكب.
نظرا إلى مشاركة أعضاء من المؤتلفة الإسلامية وحزب الشعوب الإسلامية، في نشاطات موكب مكتب الحسين عليه السلام، وكان يعتبر قاعدة للمناضلين، أوكل السافاك مهمة التجسس وإرسال التقارير حول أنشطة الموكب وإعداد تقارير من محاضرات الخطباء، إلى العديد من العملاء. ان تقارير السافاك تدل على مشاركة عميل في أعمال الموكب بإرشاد من السيد مهدوي خراساني وهو مؤسس موكب مكتب الحسين عليه السلام في اجتماعات الموكب. وتشير الوثيقة بانه يجب ان يتلقى تعليما كاملا كي يشارك باستمرار في الاجتماعات ويعرف الناشطين ويرسل التقرير.
ج) موكب أنصار القرآن الموحد
1-تاريخ موكب أنصار القرآن الموحد

ورد في تقرير استجواب الشهيد فضل الله محلاتي على يد السافاك حول تاريخ موكب أنصار القرآن الموحد بان آية الله النخعي كان رئيسا للموكب. ولم يكن للموكب بداية مكان ثابت وكانوا يقيمون الأنشطة في المخيم وبني المسجد فيما بعد وكانت تقام اجتماعات الموكب ليلة الخميس كل أسبوع ويتم تلاوة القرآن بداية ثم يقوم علي أصغر كميلي بإيضاح القضايا وفقا لرسالة مراجع التقليد وخاصة الإمام الخميني قدس سره. ثم يعتلي الشهيد محلاتي المنبر، وكان يقوم بإيضاح الأحكام والقضايا الدينية.
2-نسبة المشاركة الشعبية والقاعدة الاجتماعية
كما يتضح من خلال ما تحدث عنه الشهيد محلاتي في الاستجواب، كانت تقام أنشطة موكب أنصار القرآن الموحد في البيوت وعلى هذا كان عدد المشاركين ضئيلا ولم يتجاوز العشرين أو الثلاثين شخصا، وقلما يصل العدد إلى ألف شخصا، وكانت تشارك مختلف الطبقات في أنشطة الموكب ونظرا إلى الوثائق فان أعضاء موكب مكتب الإسلام وآل العباء كانوا يشاركون في أنشطة اللجنة، كان يشارك عملاء السافاك وكذلك الشرطة في أعمال الموكب ويقومون بتسجيل محاضرات الخطباء.
3-المناضلون وشهداء الموكب الثوار
ورد في بعض تقارير السافاك أسماء أعضاء موكب أنصار القرآن الموحد الناشطين ومنهم يمكن الإشارة إلى حسین لك، محمود شیفته شریفی، قدیر خان وحیدی، تبریزیان، حسام اختری، ولی خانی، مصطفی موسوی، سید علی أصغر شجاعی، معماریان، شعبان علی ممتاز ومشهدي علی ذاكری.
نظرا إلى وثائق موكب أنصار القرآن الموحد كان يشارك عملاء السافاك في أعمال الموكب وخاصة تلك التقارير التي تتحدث عن فحوى محاضرات الشهيد محلاتي ذلك ان الخطيب الرئيس للموكب كان الشهيد محلاتي.
ح) موكب أنصار الحسين عليه السلام
1-تاريخ موكب أنصار الحسين عليه السلام

يظهر عند دراسة الوثائق بان هذا الموكب كان من أهم قواعد وتنظيمات القوى الدينية المناضلة. كان يتم اختيار المحاضرين من الخطباء المناصرين للنهضة ومنهم آية الله هاشمي رفسنجاني والشهيد باهنر والشهيد محلاتي وآية الله علي أصغر مرواريد. كان أعضاء الهيئة المؤتلفة وما تبقى من حزب الشعوب الإسلامية وبعض المناضلين من القائمين على أنشطة الموكب.
كان الموكب يتنقل من مكان لآخر لإقامة نشاطاته بداية الأمر ثم أقيمت اجتماعات الموكب في بيت الشهيد أماني. وأحيانا في بيت رفيق دوست لكن كان الموكب يقيم أنشطته في شارع إيران وشارع خراسان وشارع 17 شهريور.
كان تواجد ومشاركة آية الله هاشمي رفسنجاني في أنشطة الموكب يمثل منعطفا في تاريخ الموكب. انه قام بتقديم آية الله مرواريد للمشاركة في أعمال الموكب وبهذا أحدث تغييرا كبيرا في الموكب. جعل هاشمي رفسنجاني موكب أنصار الحسين عليه السلام كصف كبير ودعا المتواجدين للاهتمام بقضية التعليم.
2-نسبة المشاركة والقاعدة الاجتماعية
كانت مختلف الطبقات تشارك في أعمال موكب أنصار الحسين عليه السلام على غرار المواكب الأخرى. هذا ويجب ان نعرف بان أعضاء لجنة المؤتلفة الإسلامية وما تبقى من أعضاء حزب الشعوب الإسلامية يشاركون في أعمال موكب أنصار الحسين عليه السلام. اعتبر علي أصغر مرواريد في إحدى محاضراته التي ألقاها في موكب أنصار الحسين عليه السلام بان رجال الأعمال وعلماء الدين والجبهة القومية، أصدقاء بهم استطاعوا ان يجتازوا الصعوبات ويقفوا مساندين لنا. كما ورد في أحد تقارير السافاك بانه يبدو ان هذا الموكب أصبح قاعدة لاجتماع الناشطين والمتطرفين وتلقيهم التعليم.
أما المشاركون فكانوا كل من: آية الله حسن لاهوتی ‌اشكوری، حائری، عباس دوزدوزانی (عضو الحزب القومي) ومحمد حسین بهشتی، أكبر بور استاد، إبراهيم استاد آقا، حاج توكلی، حسن شیرینی عضو حزب الشعوب إسلامية، أمير حسینی، أسد الله إبراهيمي و. هذا ويجب ان نعرف بن أنشطة الموكب كانت تقام في البيوت وعلى هذا كان المشاركون قليلين وقلما يتجاوز 800 شخصا.
3-المناضلون وشهداء الموكب الثوار
كان مناضلو موكب أنصار الحسين عليه السلام من أعضاء هيئة المؤتلفة الإسلامية وبعض أعضاء حزب الشعوب الإسلامية الذين كانوا يقومون بالنشاط. كما تدل تقارير السافاك بان أعضاء تلك الأحزاب والجمعيات في أنشطة الموكب. وورد في تقارير السافاك أسماء أشخاص منهم الشهيد مفتح وعباس بهشتي وحسين شيرين و. كما يجب الإشارة إلى سعيدي نجاد والشهيد محمد صادق الإسلامي، الذي حكم عليه الإعدام بسبب اغتياله منصور.
ورد في وثيقة أخرى بانه نظرا إلى مشاركة آية الله هاشمي رفسنجاني في موكب أنصار الحسين عليه السلام وإلقاءه محاضرة وكذلك مشاركة أعضاء من حزب الشعوب الإسلامية، طلب من العملاء بان يراقبوا ما يقوم به هاشمي رفسنجاني بدقة. كما تفيد إحدى الوثائق بانه تم توجيه طلب حول تعليم إحدى الأشخاص للمشاركة في أعمال الموكب ويعلن النتائج سرا إلى منظمة السافاك.
فكما نلاحظ ان خطباء الموكب كانوا من الشخصيات المناصرة للثورة وان دور الشهيد فضل الله محلاتي بارزا بينهم. يمكن الإشارة إلى آية الله هاشمي رفسنجاني وآية الله مرواريد والشهيد باهنر وسماحة آية الله الخامنئي.
في الجزء الثالث نقوم بدراسة الوظائف الاجتماعية والثقافية والفنية للمواكب في عصر نظام الشاه، ونعتمد على الوثائق المتوفرة عند دراسة الأمر هذا ويجب ان نعرف بان دور المواكب يختلف في جانب القيام بتلك الوظائف، قد يكون موكب ما ناشطا في مجال اجتماعي ما بينما لا يقوم موكب آخر بالعمل في نفس الوظيفة.

أرسل إلى صديق
ترك تعليق