رمز الخبر: 70
سلسلة أبحاث ينشرها مركز وثائق الثورة الإسلامية...
بلغ عداء المملكة العربية السعودية مع جمهورية إيران الإسلامية ذروتها في فاجعة منى وان المسئولين في المملكة العربية السعودية وبدلا من اتخاذ الواقعية منهجا والرد على الفاجعة الإدارية التي كانت من صنعهم في منى، إلا انهم مازالوا يصرون على السير على منهج العداء كل هذه الأمور تجري في حين ان العلاقات العدائية للمملكة العربية السعودية مع إيران لها تاريخ طويل واستمرت منذ تأسيس هذا البلد في العقود المنصرمة إلى يومنا هذا، على هذا ومن هنا لو اعتبرنا بان السلوك العدائي الذي تتبناه المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالحجيج الإيرانيين والصراع على الجزر الثلاثة الإيرانية نماذج من العداء التاريخي لهذا البلد، فحينها نرى بان انتصار الثورة الإسلامية في إيران جعلت العداء تستمر بشدة وحدة وسارت من الحروب بالنيابة حتى التهديد بشن هجوم عسكري واندلاع الحرب.
2015 November 10 - 11:33 : تأريخ النشر

الموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية؛  ان تقديم الدعم لحكومة صدام حسين في الحرب الذي فرضها على إيران طوال ثمانية سنوات، وبذل المساعي لتضعيف المصالح الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان تأتي ضمن النشاطات التي جعلتها المملكة العربية السعودية على رأس أجندتها في صراعها مع إيران. مع هذا وبالرغم من التكاليف الباهظة التي تدفعها هذه الدولة لترسيخ وتقوية مكانتها في المنطقة ومنها في العراق بهدف استقرار حكومة مقربة بآل سعود وكذلك ما تقوم به في سوريا بغية إبعاد سوريا من إيران، والحؤول دون زيادة قوة حزب الله في لبنان والأعمال المماثلة الأخرى، لم ولن تحقق أهدافها حتى من خلال الدعم العلني والصريح لتنظيم داعش وجعلتها تخفق في نوال مراميها. في هذا المجال يحتل دراسة تاريخ عداء المملكة العربية السعودية مع جمهورية إيران الإسلامية أهمية كبرى.
1- بذل المساعي لتغيير اسم الخليج الفارسي
ان من أبرز حالات عداء المملكة العربية السعودية مع إيران هي دخول نظام آل سعود في لعبة بريطانية تهدف تغيير اسم الخليج الفارسي الحقيقي. ان هذه اللعبة التي ترأست أجندة الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي بتخطيط بريطاني، راجت ونشرت على يد الصحف ووسائل الإعلام العربية في سنوات 1900 حتى وصلت إلى ذروتها في السبعينات من القرن الماضي. هذا وانه في يومنا هذا أصبحت هذه المؤامرة أكثر عملية وعلانية، وان الكثير من الدول ومنها المملكة العربية السعودية تستخدم مفردة الخليج العربية بدلا من الاسم التاريخي لخليج الفارسي. جدير بالذكر بان كل المساعي التي بذلتها وكل الجهود التي قامت بها الدول العربية في الخليج الفارسي ومن خلال تزوير الحقائق التاريخية جعلتهم يسيرون على أهداف طويلة الأمد كتلك الصراعات و الخلافات القومية و الاثنية، و انها تدار بمؤامرة بريطانية مباشرة . للبرهنة على هذا الادعاء يكفي القول بانه في كل الفترات كان مشروع حياكة السفارة البريطانية المؤامرات في الدول العربية في المنطقة يعاني من اتخاذ مواقف متناقضة و انه عزف على أوتار الخلافات والصراعات، وان كل الاحتجاجات الإيرانية و محبي إيران وأنصارها لم تأت بأي نتيجة و ثمرة.
2- دور السعودية في فصل البحرين عن إيران
من الحالات الأخرى لنشوب الخلاف بين إيران و المملكة العربية السعودية التي تضرب بجذورها في القدم حيث تعود إلى بداية تأسيس نظام المملكة العربية السعودية هي تدخلات المملكة العربية السعودية في البحرين ذات الأغلبية الشيعية المنفصلة عن إيران. ان البحرين كانت حتى عام 1336 جزءا من الأراضي الإيرانية وانفصلت بعد التدخلات التي قامت بها بريطانيا وخططها الاستعمارية، وألاعيبهم عن بلادنا. لو القينا نظرة على هذه الحادثة التاريخية واستذكرنا ما جرى فيها فنرى في الواقع بان الحكومة الإيرانية ومنذ بداية الفترة القاجارية وبسبب تواجد المستعمرين لم يكن لديها أي نفوذ في البحرين وان هذه المنطقة كانت تخضع لنفوذ بريطانيا، غير ان الدولة الإيرانية وطوال تلك السنوات كان لديها حكم ظاهري على جزر البحرين، وفي هذا الإطار صادق المجلس الوطني على مشروع انضمام البحرين إلى البلاد بصفته المحافظة الرابعة عشر وأكد على سيادة إيران على تلك الجزيرة.
في تلك الفترة استمرت المملكة العربية السعودية بمساعيها الرامية لفصل البحرين عن إيران من خلال تأسيس اتحاد يكون البحرين عضوا فيها باعتباره دولة مستقلة، بعد مرور أشهر على تلك المساعي الخفية التي قامت بها المملكة العربية السعودية وقعت السعودية مع حاكم البحرين اتفاقية حول اكتشاف مصادر النفط والاستفادة منها في الخليج الفارسي، ان وزير الخارجية الإيراني احتج على تلك القضية، وعدها انتهاكا لحقوق إيران فاقدة الاعتبار لكن لم ولن تؤد تلك الاحتجاجات وإطلاق الشعارات إلى قطع علاقة إيران مع المملكة العربية السعودية.
استقبل ملك المملكة العربية السعودية عام 1347 أمير البحرين بصفته رئيسا لبلد ما. وفي المقابل قامت المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى بأعمال استعراضية كثيرة، ولم تنته تلك الأعمال بأي نتيجة كما كانوا يبحثون عنها وفي نهاية المطاف تراجعت الحكومة الإيرانية بعد فترة من الزمن وبسبب الخوف من الولايات المتحدة الأمريكية أو استعداد دول المنطقة العربية منها المملكة العربية السعودية للقبول بالدخول في معاملة حول البحرين والجزر الثلاثة وهي الطنب الكبرى والطنب الصغرى وأبو موسى، تراجعت عن ادعاءاتها حول ملكية البحرين وتم فصل البحرين عن إيران من خلال إقامة استفتاء عام.
3- عداء المملكة العربية السعودية حول قضية الجزر الثلاثة
ان تدخلات المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالجزر الثلاثة الإيرانية وهي الطنب الكبرى والطنب الصغرى وأبو موسى فضلا عن ظهورها منذ بداية تأسيس هذا النظام، لكنه كان على صلة تامة بقضية البحرين، إذ انفصلت البحرين في العهد البهلوي بمصالحة الحكومة الإيرانية ولعبة كانت تقف وراءها بريطانيا، والسبب هو ان منح الجزر الثلاثة الإيرانية إلى إيران كاملا وفصلها عن جغرافية إيران. مع هذا فان المزاعم الباطلة للدول العربية في المنطقة وخاصة بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية استمرت ولم تتوقف وزادة حدتها كلما تمر السنين.
ان المملكة العربية السعودية وبينما تدعم كل سنة مزاعم الإمارات العربية المتحدة الباطلة والمزيفة حول كون تلك الجزر عربية، فانها بعد التوقيع على اتفاقية عام 1971 وحتى عام 1992 لم تبدي أي احتجاج على الوضع السائد على الجزر، وفي ذلك العام طرحت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر مزاعم حديثة حول تلك الجزر وادعوا بان ما قام به إيران في 30 نوفمبر عام 1971 في استعادة جزر الطنب الكبرى والصغرى وأبو موسى من بريطانيا كان مفاجئا، وكان يحمل سمة التوسعية، وانهم لم يكن لديهم علم واطلاع قبل إجراء المفاوضات عام 1971 بين إيران وبريطانيا في مجال إعادة سيادة إيران على تلك الجزر، على هذا فان مزاعم الإمارات العربية المتحدة ظهرت بدعم من حكام العرب وتعاد كل عام.
4- عداء المملكة العربية السعودية الشامل مع جمهورية إيران الإسلامية
بعد انتصار الثورة الإسلامية ونشر خطابات مثل بذل المساعي والجهود في سبيل تأسيس الحكومة العالمية الإسلامية ورفض السلطة والتغطرس والهيمنة ودعم المستضعفين والحركات التحررية وتبليغ ونشر الإسلام والدعوة للإسلام وخاصة المذهب الشيعي، مقابل كل تلك القضايا بدأت بصفتها اول ردود الفعل من داخل سيادة الدول المتغطرسة على تلك الخطابات و كانت حكومة المملكة العربية السعودية تندرج ضمن تلك الدول.
ان تبليغ العرب ودعايتهم وخاصة المحافظين من المسلمين من أنصار المملكة العربية السعودية حول كون الثورة الإسلامية شيعية الأساس وكذلك الأخبار الخاصة بعدم احترام حقوق الإنسان في إيران ترك تأثيرا مهما على الرأي العام في العالم العربي وان الدول المحافظة الإسلامية وأنصار الإسلام السعودي بدؤوا بالقيام بالدعاية واسعة النطاق في سبيل الحؤول دون نشر الثورة الإسلامية في صفوف الأغلبية العربية التابعة للمذهب السني، وكانت أكبر الأسباب التي ركزوا عليها في هذا المجال كون الثورة الإسلامية شيعية. أساسا ان معارضي الثورة الإسلامية وخاصة الإسلاميين المحافظين من أنصار المملكة العربية السعودية قد استفادوا من أي حادثة وأي تغيير سواء داخل المملكة العربية السعودية أو الساحة الدولية لإزالة وجهة الثورة وشعبيتها عند الجماهير المسلمة، أساسا ان المملكة العربية السعودية كانت تحمل مواقف تقليدية في مجال الحفاظ على الوضع الراهن في التعامل مع الثورة الإسلامية، التي كانت من أنصار النظرة التي تدعو إلى إعادة النظر في الأوضاع ولم يكن بإمكانها ان تقوم بقبول الوضع الراهن أو تأييده.
بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وعندما كانت تنوي الدول المحافظة والرجعية بقيادة المملكة العربية السعودية والأردن بانه ومن خلال إقامة المؤتمرات والاجتماعات والدعاية واسعة النطاق بكسب دعم العرب في مواجهة جمهورية إيران الإسلامية وتكوين جبهة موحدة ضد بلادنا، ان المملكة العربية السعودية ومن خلال مؤتمر عمان كانت تريد وتبذل المساعي في هذا المحال بان تكسب الدعم العربي في الحرب على إيران وتقوم بتعبئة العرب لمواجهة إيران، هذا العمل واجه معارضة سورية بصفتها قائد لدول جبهة الصمود العربي.
5- النضال مع طموحات وأهداف الثورة الإسلامية المثالية
ان المساعي الواسعة النطاق التي بذلتها المملكة العربية السعودية في سبيل تبليغ الوهابية وإعداد طلاب ينتمون إلى الوهابية وإرسالهم إلى الدول الإسلامية تشكل قضية يتفق الشيوخ والعلماء الدين الحاكمين على المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بتبليغ الوهابية ونشرها داخل بلادهم وخارجها. ان نظام آل سعود ومن خلال العوائد النفطية والعوائد الناجمة عن الحج تبذل أموالا طائلة في سبيل نشر الأيديولوجية الوهابية التي تقدم طابعا محافظا من الإسلام، ان علماء الدين في المملكة العربية السعودية وبفكرة إضفاء الطابع المرن على الظواهر المتطرفة حاولت ومن خلال الاستفادة من نشر الوهابية ان تقوم بإبطال مفعول الإسلام الأصيل المحمدي الذي تنشره الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي هذا المجال كانت الوهابية تحظى بدعم حكومة المملكة العربية السعودية والغرب كذلك.
في العقود الأولى بعد انتصار الثورة الإسلامية تكونت وظهرت على ارض الواقع تيارات مستلهمة من الثورة الإسلامية في دول مثل الجزائر ومصر وباكستان والأردن والبحرين ولبنان و المملكة العربية السعودية وتركيا والدول الأخرى التي تأثرت كل منها بشكل أو بآخر في المجال السياسي وكان ذلك التأثير كبيرا على أنظمة السائدة على تلك الدول، وفي يومنا هذا ان تلك التيارات تعمل في إطار أحزاب ومؤسسات سياسية، في المنطقة والجانب الإقليمي ان إيران تواجه منافسين مثل تركيا و المملكة العربية السعودية ومصر وان تركيا من ضمن تلك الدول وبسبب الإمكانيات الاقتصادية والتمكن في هذا الجانب تتمتع بمكانة أفضل مقارنة باللاعبين الآخرين في المنطقة.
غير ان المملكة العربية السعودية وبسبب البنية الاجتماعية والثقافية الخاصة بها تتميز عن الدول الأخرى في الشرق الأوسط وحتى الدول الجيران لها في الجانب الجنوبي من الخليج الفارسي، فان البنية القبلية والعشائرية الخاصة التي انتهت بظهور وتكوين ثقافة خاصة مهيمنة عليها إلى جانب التعاليم التقليدية والدينية وكذلك هيمنة الأفكار والنظريات السلفية في إطار الوهابية منحت مجتمع المملكة العربية السعودية تركيبا خاصة وفريدا بنوعه.
6- التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في الهجوم على طبس
بعد الإخفاق التي منيت به حكومة الولايات المتحدة الأمريكية في ممارسة الضغط السياسي و الاقتصادي لتحرير الرهائن الأمريكيين في طهران الذين تم اعتقالهم في حادثة الاستيلاء على السفارة الأمريكية، أصدر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك جيمي كارتر أوامر بالقيام بعمليات تحرير الرهائن الأمريكيين، ان العمليات العسكرية في طبس التي سميت بعمليات مخالب الصقر في الجيش الأمريكي تمت على يد قوات دلتا بهدف تحرير الأمريكيين الرهائن الذي تم اعتقالهم على يد الطلاب المسلمين التابعين لخط الإمام في طهران.
ان الجنود الأمريكيين الذين أرسلوا للقيام بهذا الهجوم كانوا مكونين من أفراد متدربين من القوات البرية و المظليين من القوات البحرية وكانوا قد اختيروا من بين أفضل الأفراد الذين تطوعوا لهذا العمل، ان هذه المجموعة كانت تخضع لإشراف العقيد تشارلز بك ويث الذي قد اكتسب شهرة خاصة في حرب فيتنام تلقت تدريباتها، ان هذا الفريق المنقذ توجه إلى مصر للمشاركة في ظاهر الأمر في مناورة عسكرية مشتركة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية و المملكة العربية السعودية وغادر الأراضي المصرية في الخامس من ارديبهشت بستة طائرات مدنية كبيرة تسمى هولوكس سي 130 وكانت تقل 90 شخص من الكوماندوس و90 شخص من خدمة الطائرة متجهة إلى محطة في صحراء كوير في إيران، ان طائرة سي 130 كان عليها ان تلتقي بثمانية طائرات عمودية سيكورسكي ار اتش 53 من القوات البحرية الأمريكية الشهير بالحصان البحري وكان تقتلع من أسطول بحري يسمى نيميتز الواقع في بحر عمان.
لقد أشار فيما بعد بريجنسكي إيضاحا لجانب من تلك المؤامرة إلى تعاون مصر وعدد من الدول الأخرى بالقول : عند القيام بهذه العمليات كنا تتمتع بتعاون حقيقي لدولة صديقة وتعاون غير مباشر لعدة دول أخرى في المنطقة التي لم تكن تعرف عن طبيعة تلك العمليات و ما تحملها من أهداف. ان السادات وكما كنا نتوقع فانه منح إمكانياته لنا كلها وقام بهذا العمل على إكمال وجه، عدة دول أخرى قامت بمساعدتنا في الإعداد لتلك العمليات داخل الأراضي الإيرانية. لم يذكر بريجنسكي أسماء الدول الأخرى التي شاركت في تلك العمليات لكن وفقا للوثائق التي حصل عليها الطلاب السائرون على خط الإمام قدس سره بعد تفجير الطائرة العمودية وإنها بقت سليمة يقولون ان تلك الدول هي المملكة العربية السعودية وتركيا وعمان وباكستان أي الأنظمة العملية التي كانت تأمل بان تتخلص بسرعة من شر الخطر الذي خلقته الثورة الإسلامية وهم يواجهون هذا الخطر.
7- عدم احترام الحجاج الإيرانيين طوال التاريخ
عدم احترام الحجاج الإيرانيين وقتل حاج إيراني في عام 1322
في عام 1320 للهجرة الشمسية منعت إيران الإيرانيين من التوجه إلى الحج لأداء شعائر الحج، لكن حضر بعض الناس في الحج بشكل خفي. في عام 1322 للهجرة الشمسية حدث حادثة أدت إلى قطع العلاقات السياسية بين إيران والمملكة العربية السعودية وهي حادثة مقتل واحد من الحجاج الإيرانيين يسمى أبو طالب يزدي من أهالي اردكان الواقعة في محافظة يزد وذلك في الساحة العامة، ان هذا الحاج الذي تعرض إلى وعكة صحية في الكعبة وأدى إلى قيامه بالقيء تم اعتقاله على يد شرطة الأمر بالمعروف في المملكة العربية السعودية وأخيرا بتهمة تلويث بيت الله ودون الاهتمام والاكتراث بدفاعه وكلامه تم قطع رأسه بشكل بربري ووحشي.
ردا على احتجاج وزارة الخارجية الإيرانية ادعت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية واستنادا إلى مساعدات هذه الدولة قدمتها إلى بعض الإيرانيين في الطريق وكذلك اعتبار حكم المحكمة شرعيا وقانونيا، بانه لو لا فضل الله تعالى وممارسات حكومة المملكة العربية السعودية المتسمة بالحذر، لكان العديد من الحجيج الإيرانيين يقتلوا نتيجة سلوكهم المخزي والمخجل في بيت الله الحرام. هذا وان وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية عدت ما قام به الزائر الإيراني بصفته محاربة الله ورسوله وفسادا في الأرض واستنادا إلى آية من القرآن الكريم اعتبرت قيامها بإصدار حكم قتله أمرا شرعيا.
8- ارتكاب مجزرة بحث الإيرانيين عام 1366
ان الحجاج الإيرانيين وبعد انتصار الثورة الإسلامية وبسبب امتلاكهم الحماس الثوري كانوا يقيمون عادة في المملكة العربية السعودية احتجاجا فضلا عن القيام بالشعائر الدينية، ويشارك أحيانا حجاج غير إيرانيين في تلك المراسم، يبلغ خوف السعوديين درجة كانوا يعدون التحدث إلى الإيرانيين نوعا من الجريمة، وكانوا يلقون بمن يقوم بهذا العمل بالسجن. غير ان حادثة الحج عام 1366 كانت مختلفة ودموية؛ ذلك انه خلال مشاعر الحج قام المسئولين الأمنيين في المملكة العربية السعودية بمقتل 400 حاج إيراني وغير إيراني في 9 مرداد عام 1366 وبهذا قد ارتكبوا فاجعة لا مثيل لها. في تلك البرهة الزمنية بلغت عداء إيران و المملكة العربية السعودية ذروتها وان الإمام الخميني قدس سره عد المملكة العربية السعودية مظهرا للإسلام الأمريكي وإسلام البلاط ووجه اشد أنواع الهجمات الدعائية الإيرانية صوب المملكة العربية السعودية وحتى تعرضت سفارة المملكة العربية السعودية في إيران لهجوم عدد من الأشخاص كان الطلاب يشكلون أغلبيتهم.
ألحقت هذه الحادثة أكبر الضربات بعلاقات البلدين، ان الإمام الخميني قدس سره أعلن في تلك الفترة بانه حتى لو غض الطرف عن جرائم صدام حسين فلا يمكن الصفح عن جرائم آل سعود في تلك الحادثة. بعد حادثة مقتل الحجاج عام 1366 قامت المملكة العربية السعودية بإعطاء نسبة للحجاج الإيرانيين ومنعت اندلاع المظاهرات للبراءة من المشركين ، وبهذا منعت أداء الحجاج بمناسكهم.
9- تقديم الدعم المالي والاستخباري من قبل المملكة العربية السعودية إلى صدام حسين
قبل انتصار الثورة الإسلامية وقبل ان تحصل المملكة العربية السعودية على ما تملكه من ثروات في يومنا هذا، كانت تعامل إيران بحذر وحيطة، غير ان هجوم صدام حسين على إيران منح المملكة العربية السعودية الفرصة كي تعرض عضلاتها وكان الأمر واضحا وجليا بان صدام نفسه ومن دون دعم المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى لم ولن يكن بإمكانه ان يقوم بهذا الهجوم الكبير الذي يخفق في نهاية المطاف ويهزم. كل تلك القضايا ظهرت على ارض الواقع في ظل ظروف كانت إيران تبدي غضبها من تقديم المملكة العربية السعودية المساعدات المالية والعسكرية إلى العراق طوال الحرب المفروضة التي شنتها على إيران واستمرت لـ 8 سنوات أي منذ عام 88 حتى عام 1980 فضلا عن ان إيران كان على علم تام بتلك المساعدات.
بعد التطورات العسكرية التي حققتها إيران ومنها فتح الفاو زاد قلق المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى جراء زيادة قوة إيران وزادت من حجم المساعدات العسكرية السياسية الكبيرة التي كانت تقدمها المملكة العربية السعودية إلى العراق طوال الحرب المفروضة، على سبيل المثال اتفقت الكويت و المملكة العربية السعودية على انهم يدفعان منذ عام 1982 من عوائد تصدير النفط من المناطق المشتركة يوميا من 300 ألف إلى 350 ألف برميل يوميا للعراق.
فيما يتعلق بالمساعدات الاستخبارية التي قدمتها المملكة العربية السعودية إلى العراق يحظى تقرير مجلة جون أفريك بتاريخ 9 يناير عام 1982 بأهمية كبرى، وفقا لتقرير هذه المجلة ان حكام المملكة العربية السعودية وقبل شهر من بدء الهجوم وعند الترحيب بصدام منحوه هدية ملوكية وهي تقرير أعدته الأجهزة السرية في الولايات المتحدة الأمريكية وقد تطرق التاريخ إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية التي كانت تمر بها إيران، فضلا عن هذا منحت صدام معلومات دقيقة عن وضع الجيش الإيراني وعدد من يقدمون خدمة هناك وأماكن استقراره ومعداته التي يمكنه الاستفادة منها، ومعلومات أخرى كانت سرية للغاية.
10- السياسات المعارضة لإيران التي انتهجتها المملكة العربية السعودية في أسواق النفط
ان المملكة العربية السعودية وبإنتاجها يوميا عشرة براميل نفط تعد أكبر مصدر للنفط على المستوى العالمي، إضافة إلى هذا فانها اول دولة يمكنها ان تزيد من إنتاج النفط بسرعة حتى لا ترتفع أسعار النفط في الأسواق العالمية، ان المملكة العربية السعودية وباستغلالها هذه الإمكانية التي تمتلكها تحمل تاريخا طويلا في مجال النفط، واستخدمت من هذه الميزة مرارا وكرارا لمواجهة جمهورية إيران الإسلامية.
ان ما يجعل دور المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالسياسة النفطية لهذا البلد هو مواقفها الأخيرة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ورغبتها في السير إلى جانب الغرب وتأييده لممارسة الضغط على إيران، ان هذه القضية التي حدثت من خلال تفسير الواضع الراهن وما حدث بالفعل بعد التطورات التي عرفت بالربيع العربي في المنطقة وخاصة في المنطقة التي تحيط المملكة العربية السعودية تؤيد ما ذهبنا إليه كاملا، وأكثر من ذي قبل. ان استخدام سلاح النفط ضد إيران الذي طرح لأول مرة على لسان تركي الفيصل وبنفوذ تتمتع به المملكة العربية السعودية قد مثل اول شرارة انتهت في نهاية المطاف بتصريح علني لمسئولي الرياض لزيادة إنتاج النفط بغية تحقيق حاجة الأسواق، وان هذه السياسة مستمرة إلى يومنا هذا، ان هذه المواقف قد مارست ضغطا كبيرا على بلدنا واقتصاده ودول المنطقة نتيجة خفض أسعار النفط بشدة وأدت دورا كبيرا في توجيه الضربات على اقتصادها. نتيجة لخفض أسعار النفط بشدة، في الأشهر الأخيرة من عام 2014 وبداية عام 2015 ان الحكومة الإيرانية والدول الأخرى العضو في منظمة أوبك التي تعرضت لخفض كبير في العوائد النفطية بسبب خفض أسعار النفط الكبيرة ووجهت اتهاما إلى المملكة العربية السعودية بانها تجعل بزيادة إنتاجها من النفط الذي لا مثيل له سابقا هدفا لتوجيه الضربة إلى منتجي النفط.
11-  تعاون المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية في محال فرض العقوبات على جمهورية إيران الإسلامية
ان المملكة العربية السعودية وبعد انتصار الثورة الإسلامية انتهجت سياسة العداء مع الجمهورية الإسلامية وبرهنت على تلك السياسة في مختلف الأحداث ان الرياض تعتبر من الداعمين لفرض العقوبات على إيران وتنفذ سياسات أمريكا في المنطقة، بعبارة أخرى بالتزامن مع فرض العقوبات الجائرة على جمهورية إيران الإسلامية فان المملكة العربية السعودية استغلت الفرصة السانحة وبسبب الضعف الداخلي التي تعاني منه أصرت على موقف أمريكا الخاطئ وتقرع على طبول العداء مع إيران.
12- الحديث عن مشروع الهلال الشيعي ومواجهة الدول والجماعات الداعمة لإيران
ان قضية دخول إيران ونفوذها وكذلك نفوذ الثورة الإسلامية في دول المنطقة قد شكلت إحدى أسباب القلق الحقيقي للسعودية وهذا الأمر يحتل أهمية قصوى فيما يتعلق بالعراق وسوريا ولبنان. ان الخوف السعودي ناجم عن ان عملية بناء الدولة في العراق تعتبر لجيران العراق الأقوياء ومنها إيران و المملكة العربية السعودية عملية مصيرية وان تأسيس عراق موحد ومتحدة ذات أغلبية شيعية يمثل خطرا حقيقيا للدول السنية والمتطرفة في المنطقة ومنها المملكة العربية السعودية والأردن.
في عام 2003 كان سن القوات العسكرية الأمريكية الهجوم على العراق والإطاحة بصدام حسين الدكتاتور العراقي السابق، أدى إلى تولي الشيعة زمام الأمور ومقاليد الحكم في تلك الدولة إذ يشكلون أغلبية سكان العراق، وبهذا تنزع العراق نحو إيران، ان ما يمكن الخروج به كنتيجة من تلك المعادلات الإقليمية هو ان تأسيس العراق الموحد ذات الأغلبية الشيعية يهدد مصالح دول المنطقة السنية المتطرفة من جانب ومن جانب آخر يهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية. وان الحديث عن قضايا مثل الهلال الشيعي يجد مدلوله في هذه العلمية.
ان بذل المساعي للتدخل في لبنان يشكل إحدى الاستراتيجيات المهمة عن المملكة العربية السعودية في المنطقة وتهدف من وراء هذا التدخل تضعيف وإزالة قوة ونفوذ حزب الله وتقوية المنافسين لها. في عام 2006 نشب حرب بين قوات حزب الله وإسرائيل، وفي هذا الحرب اتخذت حزب الله موقفا مساندا للصهاينة في مواجهة المقاتلين من حزب الله، لكن في نهاية المطاف حققت حزب الله الانتصار في الحرب، ان القلق السعودي الحقيقي هو تكوين تحالف إقليمي جديد بمحورية إيران لمواجهة حكومة الرياض.
في إحدى تلك الوثائق السرية لوزارة الخارجية السعودية طالب سمير جعجع من السفير السعودي مبالغ مالية لتنفيذ مطالب هذا البلد في لبنان، ووفقا لهذه الوثيقة ان أكد سفير المملكة العربية السعودية في بيروت على ضرورة منح جعجع المال نظرا لدوره الرادع في مواجهة حزب الله في لبنان. إضافة إلى هذا ووفقا لوثيقة أخرى فان السعوديين لا يوافقون على أي طلب مالي لأي مجموعة لا تتخذ موقفا معارضا لإيران وحزب الله، أو تعمل في صحف كالأخبار، ومنهم الصحافي اللبناني عبد الناصر شرارة.
13- المملكة العربية السعودية وتشجيع الولايات المتحدة الأمريكية على إيران (بالتزامن مع الأزمة النووية)
من العلامات والأدلة
التي توضح عداء المملكة العربية السعودية مع جمهورية إيران الإسلامية بشكل جلي لا غبار عليه، هي طلب المملكة العربية السعودية من الولايات المتحدة الأمريكية لشن الهجوم على إيران، وفقا لوثائق نشرها موقع ويكي ليكس الشهير فان ملك عبد الله طلب من الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2088 بان يشن هجوما على إيران، وان هذا الطلب الذي تلقته إحدى السفارات الأمريكية قال فيها ملك المملكة العربية السعودية إلى أمريكا: اقطعوا رأس الحية.
14- التعاون الاستخباراتي مع إسرائيل لشن الهجوم على المراكز النووية الإيرانية
ان المملكة العربية السعودية كانت منذ بداية الأمر من ألد المعارضين لحلحلة القضية النووية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد والإخلال في توازن القوى في المنطقة، لصالح إيران وكانت تخاف من تلك القضية شديدا، ان هذه القضية تبين في اتخاذ المواقف المؤيدة للغرب وتأييدها لمواقف الغربيين السياسية، ومستمرة إلى يومنا هذا، فضلا عن اتخاذ المواقف السياسية ووفقا للمعلومات التي نشرتها الوثائق السرية فان المملكة العربية السعودية كانت تدرس مشروعا مشتركا مع الكيان الصهيوني لشن الهجوم على المواقع النووية الإيرانية، وفضلا عن هذا هناك أدلة حول تعاون موساد والأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية وعلاقاتهما واسعة النطاق حول الخطط النووية الإيرانية.
15- فاجعة منى وعدم تحمل المملكة العربية السعودية المسئولية
في الخميس 2 مهر عام 1394 الموافق 24 سبتمبر عام 2015 و10 ذي الحجة عام 1436 وبالتزامن مع عيد الأضحى وفي شعائر رمي الجمرات في منطقة منى حدثت حادثة قتل فيها الآلاف من الناس وفقد العديد من الحجاج. استشهد المئات من الإيرانيين ضمن ضحايا في الحادثة وان مصير الكثير من الإيرانيين مازال مجهولا وغامضا، هذا وان حكومة المملكة العربية السعودية لم تقبل بتحملها أي مسئولية تجاه تلك الحادثة وأظهرت في الكثير من الفترات علامات واضحة على العداء والتعمد في ظهور تلك الحادثة.
ان عدم إصدار تأشيرة الدخول للوفد الإيراني الذي أراد متابعة قضايا ضحايا الحادثة وعدم التعاون الضروري مع عناصر البعثة في التعرف إلى المفقودين وجثمان المتوفين وعدم الرد على قضية اختطاف الدبلوماسي الإيراني في حادثة منى، تعتبر أدلة على ذلك العداء التاريخي لإيران. هذا وفي الأيام المنصرمة وبعد ما مارست جمهورية إيران الإسلامية الضغط بسبب عدم رد المسئولين السعوديين، وضع المسئولون في المملكة العربية السعودية التهديد بشن الهجوم العسكري على رأس أجندة أعمالهم.

أرسل إلى صديق
ترك تعليق