رمز الخبر: 72
لماذا لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة الأمريكية-الجزء الأول
ان طبيعة النظام الأمريكي طبيعة مؤسسة على الاحتلال وارتكاب المجازر والغطرسة والهيمنة والظلم، وان نقض العهود والهيمنة يشكل أساسا لهذا النظام الذي لا يمكن الثقة به.
2015 November 14 - 11:50 : تأريخ النشر

الموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية؛ تطرق حجة الإسلام والمسلمين روح الله حسينيان في مقالات له خص بها الموقع البحثي لمركز وثائق الثورة الإسلامية، إلى السبب الكامن وراء عدم إمكانية الوثوق بالنظام الأمريكي. ان حجة الإسلام والمسلمين حسينيان وفي الجزء الأول من المقالات تطرق إلى دراسة طبيعة نظام أمريكا السياسي كما يلي :
ان طبيعة النظام الأمريكي طبيعة مؤسسة على الاحتلال وارتكاب المجازر والغطرسة والهيمنة والظلم، وان نقض العهود والهيمنة يشكل أساسا لهذا النظام الذي لا يمكن الوثوق به . إذا ما أردنا معرفة النظام الأمريكي علينا النظر إلى تاريخ إنشاءه وثم نتطرق إلى جوانبه الجوهرية:
إنشاء الدولة
بعد مرور قرن على اكتشاف القارة الأمريكية على يد كريستوفر كولومبوس بدأت رحلة المهاجرين من أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية كانت أطماع الشعوب الأوروبية هي الدافع الرئيس الكامن وراء تلك الهجرة. فكانوا يبحثون عن تحقيق المصالح المادية وخاصة الذهب، ذلك ان أوروبا في تلك الفترة كانت تعيش تحت هيمنة فكرة النزعة التجارية Mercantilism إذ كان الذهب يشكل مؤشرا رئيسيا للثروة .
تركت تلك القضية خاصة بعد الركود الاقتصادي في بريطانيا التي عانت منه في العشرينات والثلاثينات من القرن السابع عشر تأثيرها الكبير زد على هذا الخلافات الدينية في القرن السادس عشر والسابع عشر إذ تركت بدورها تأثيرا في عملية الهجرة.
تم تقسيم هذه القارة المأهولة بالسكان بين عدة دول أوروبية وكان يدير كل جزء منها دولة ما بصفتها مستعمرة حتى قامت أمريكا الشمالية عام 1763 بالوقوف بوجه بريطانيا والتمرد فبدأت حروب منذ ربيع عام 1775، وأخيرا بعد تحقيق القوات التابعة ل الولايات المتحدة الأمريكية، أيدت بريطانيا استقلال الولايات المتحدة الأمريكية .
تمت المصادقة على دستور الولايات المتحدة الأمريكية عام 1787 واختير جورج واشنطن بصفته اول رئيس لأمريكا على يد الكونغرس فادى اليمين الدستوري في ابريل 1789 رسميا وعلى هذا تأسست حكومة الولايات المتحدة الأمريكية .
فتأسست هذه الدولة الكبيرة أي الولايات المتحدة الأمريكية منذ بداية الأمر على أسس الاحتلال والانتهاك والحرب وارتكاب المجازر وبنت حضارتها على تلك الأسس، وبعد فترة وجيزة تحولت إلى نظام امبريالي قوي. يمكن تلخيص مؤشرات هذا النظام المتغطرس في التمييز العنصري والعسكرية والرأسمالية والامبريالية .
نظام الفصل العنصري
ان أساس حكومة الولايات المتحدة الأمريكية يعتمد على التمييز العنصري فالمهاجرون الأوروبيون منذ بداية الأمر أسسوا سكان القارة الأمريكية الرئيسية أو جعلوهم يفرون من أراضيهم فوضعوا لبنات الحضارة الأمريكية، ثم وصل الأمر إلى ذروته بعد اختيار نظام الرق ومن خلال استغلال العبيد السود، مع انه في عهد الرئيس الأمريكي السادس عشر أي أبراهام لينكون تمت المصادقة على عشرات من القوانين المعارضة للتمييز، لكن عمليا وعلى واقع الأمر يعتبر السود من المواطنين الدرجة الثانية ومن الطبقات المتدنية في الولايات المتحدة الأمريكية نتطرق فيما يلي بإيجاز إلى مؤشرات وسمات الولايات المتحدة الأمريكية .
دراسة قوانين التمييز العنصري في دولة الولايات المتحدة الأمريكية
ان ارتكاب المجازر بحق الهنود الحمر وضع المهاجرون الأوروبيون منذ بداية دخولهم القارة الأمريكية أسس التعامل السيئ وقتل السكان المحليين من الهنود الحمر. بينما كان هؤلاء السكان الأصليين يتسمون بالحنان والعواطف الإنسانية، انهم رحبوا بالأجانب بالحب والمحبة، ووفقا لعاداتهم قدموا هدايا لكريستوفر كولومبوس وأصحابه وتعاملوا معهم بالعزة والاحترام. إذ كتب في رسالة إلى ملك وملكة اسبانيا: ان هؤلاء الناس يتسمون بالمحبة وسلامة النفس ويمكنني أطمئنكم سيدتي بانه لا نجد في العالم أطيب من هذا الشعب، انهم يحبون الإنسان كما يحبون أقاربهم. ان كلامهم لين ومرن ومليء بالحنان ومبتسمين دائما .
لكن المهاجرون والذين كانوا يبحثون عن الذهب قاموا بتغيير هذه الأراضي رأسا على عقب ولم يتعاملوا مع هؤلاء المستضيفين العاطفيين بالعدالة بأي شكل من الأشكال. ولم يحترموهم. قاموا بنهب بلدان الهنود الحمر وأضرموا النار فيها وقاموا باختطاف مئات الرجال والنساء بالقوة ونقلوهم بالسفن إلى أوروبا وقاموا ببيعهم هناك كعبيد. وشكلت مقاومة أبناء قبيلة آراواك ذريعة كي يقوموا بتجريب أسلحتهم النارية وسيوفهم، ونتيجة لها في العقود التي تلت 12 أكتوبر عام 1492 أي في ذلك اليوم الذي دخل كريستوف كولومبوس اول مرة ساحل سان سلفادور وقاموا بارتكاب مجازر بحق كل القبائل فقتل مئات الآلاف من الهنود الحمر .

ان الأمريكيين وبعد الاستقلال ومع انهم كانوا يعدون أنفسهم أحرار لم يتجنبوا ارتكاب الجرائم بحق الهنود الحمر، وفي عهد جورج واشنطن لم تتوقف عملية مقتل أصحاب البيت والدار وقاموا بالهجوم عليهم بذريعة التجسس لبريطانيا فقاموا بقلتهم. ان ارتكاب المجازر اشتدت وطأة بهذه التهمة في عهد الرئيس الأمريكي الرابع جيمس ماديسون فاندلعت حروب دموية بين الهنود الحمر والجيش الأمريكي وتم احتلال أجزاء واسعة النطاق من الأراضي التي كان يقطنها الهنود الحمر في طرفي نهر مي سي سي بي وذلك عبر استخدام القوة العسكرية فتم قمعهم.
في عهد اندرو جاكسون Andrew Jackson وهو سابع رئيس أمريكي عرف بعهد الإزالة بسبب القضاء على الهنود الحمر بشكل تام انه قام بارتكاب المجازر بحق الهنود الحمر بجنوده وقتل آلاف الأشخاص من قبائل جيروكي وجيكاساو وجكتا وكريك وسمينول.
لم يضع حكام الولايات المتحدة الأمريكية حدا لارتكاب الجرائم، وفي عام 1867 صادقت الكونغرس الأمريكي في عهد جانسون الرئيس السابع عشر لأمريكا على قانون بموجبه يجب جمع الهنود الحمر الذين تفرقوا في كافة أنحاء البلاد بسبب الظلم الذي مارسه عليهم الأمريكيون وإسكانهم في داكوتا الجنوبية وأوكلاهما في مخيمات خاصة بهم. قام الهنود الحمر بالمعارضة عند التعرض إلى هذا الظلم فنشب حرب كبير بين الجيش والهنود الحمر، فاضطروا الهنود الحمر الأمريكيين بان يسكنوا في الولايات المحددة لهم، والثمن هو مقتل الكثير من قواهم البشرية وأسرهم.
ان الحكام الأمريكيين لم ينتهجوا أسلوبا موحدا في التعامل مع الهنود الحمر، حتى يعرف أصحاب الأرض كيف يتعاملون مع الضيوف الجدد، غير ان الأمريكيين كان يجمعهم هدفا واحدا إلا وهو القضاء على الهنود الحمر، رغم عدم انتهاجهم سلوكا موحدا .
لم يجف حبر قانون الاستيطان الإجباري الذي مرره الكونغرس، واستمر الحرب حتى قرر الرئيس التالي اوليس جرانت Ulisses Grant بان يخرج الهنود الحمر من ولاية أوكلاهما وداكوتا الجنوبية .
وقد تذرع بكشف مناجم الذهب في داكوتا الجنوبية ويعتبر الهنود الحمر من أسباب إثارة المشاكل، فلو كان الجنرال جرانت يحمل ذريعة في جعبته لطرد المستوطنين في داكوتا الجنوبية من الهنود الحمر، إلا انه لم يمتلك أي ذريعة لنفي الهنود الحمر من أوكلاهما. غير ان الحرب المفاجئة الذي شنه الجيش وصلت نيرانه إلى الولايتين مما أدى إلى مقتل الهنود الحمر وارتكاب المجازر بحقهم. استمرت هذه الحرب حتى سبع سنوات، وكانت قد بلغت ذروتها في عام 1876 قتل مئات الأشخاص من النساء والرجل والأطفال من الهنود الحمر في داكوتا وتم دفنهم في مقابر جماعية .
وفقا للإحصائيات المتوفرة كان يسكن ألفان و400 شخص من السكان المحليين في الولايات المتحدة الأمريكية، وقاموا بتدمير السكان المحليين منذ دخول الأوروبيين أمريكا الشمالية في بداية القرن السابع عشر حتى بداية القرن العشرين طوال ثلاثة قرون. ان المهاجرين الأمريكيين قاموا بقتل الرجال والنساء والأطفال، وتم تعيين مبلغ 40 ليور إسترليني جائرة لمن يأتي بزلف رأس واحد من السكان المحليين وواحد من الهنود الحمر الأسير وزاد مبلغ الجائزة فيما بعد ليصل إلى 100 ليور .
يعاني في يومنا هذا ما تبقى من الهنود الحمر من التمييز العنصري مع ان الولايات المتحدة الأمريكية صادقت على عشرات القوانين المعارضة للتمييز العنصري لكن يعد الهنود الحمر من الطبقات المتدنية في المجتمع الأمريكية ومازال الأمر لم يتغير.
في يومنا هذا يوجد ما يزيد على 100 منطقة محددة للهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية انهم يعانون من البطالة إذ تصل نسبة البطالة في صفوفهم إلى ما يزيد على 10 أضعاف من متوسط البلاد، وان الدخل القومي لمتوسط الهنود الحمر يعد ثلث دخل أسرة البيض المتوسطة. ان نسبة الموت بينهم تعد أعلى نسبة في الولايات المتحدة الأمريكية. ان 50 بالمائة من اسر الهنود الحمر يعيشون في أكواخ بسيطة ويشربون المياه من مصادر خطيرة للمياه وهذا ما يؤدي إلى انتشار الأوبئة مثل الإسهال والأمراض المعدية ان أطفال الهنود الحمر قلما يحصلون على شهادات دراسية وتوجد اقل من 50 مدرسة لمائة منطقة جغرافية.
تشابه جرائم الأمريكيين بحق الهنود الحمر وجرائم المغول بحق الإيرانيين
هناك تشابه وتماثل بين ما قام به الأمريكيون من جرائم بحق الهنود الحمر وجرائم المغول في إيران. والفارق بان المغول المهاجمين بعد ارتكاب المجازر الأولية اعترفوا بوجود الشعب الإيراني ثم انصهروا في الثقافة الإسلامية الإيرانية غيران الأوروبيين المهاجرين لم يعترفوا بالسكان الأصليين واستمروا بقتلهم. قاموا بإبادة ثقافتهم ولم يبق منهم إلا أشخاص لا هوية لكن ويتجلى تاريخهم في لون بشرتهم لا غير.
استغلال السود؛ ان المهاجرين الأوروبيين كانوا بحاجة إلى العمال قليلي الثمن لتطوير الزراعة، فالهنود الحمر وبسبب التمرد والحرب مع المحلتين الأوروبيين لم يكونوا يخضعون إلى الاستعباد والاستغلال إلا قليلا، على هذا أصبحت تجارة الإفريقيين منذ بداية القرن السابع عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر رسمية وقانونية.
كانوا ينقلون العبيد بالسفن الخاصة بنقل العبيد إلى السواحل الأفريقية ومن خلال صيد السود أو شراء الأسراء الحربيين-كما كان معهودا بحكم قوانين السكان المحليين كانوا عبيد القبيلة المنتصرة-من رؤساء القبائل، فكانوا ينقلونهم من المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ان تجار العبيد كانوا يضعون السود في أسوأ الظروف ويربطونهم بالسلاسل مثل الكتب وكانوا يبعدونهم عن الآخر خوفا من تمردهم، ان الوضع المناخي السيئ والطعام والظروف الصحية، كانت تؤدي بمن ينقلونهم بالسفن، بان يلقى من كل مئة عبد أسير ما يقارب ربعهم أي 25 شخصا حتفهم في أفريقيا أو منتصف الطريق، ان التجار كانوا يضعون علامة بالحديد والنار على جسدهم وهذا كان يعد علامة على ملكيتهم. عندما كان يصل العبيد السود إلى مزارع الأمريكيين كانت تزداد معاناتهم على هذا كان يموت بعد عامين من دخولهم ثلث العبيد.
زيادة عدد العبيد من 679 ألف إلى 4 ملايين في الولايات المتحدة الأمريكية
أدت الثورة الصناعية إلى تحقيق تطور كبير في زراعة القطن وخاصة في الولايات الجنوبية من أمريكا، ان مزارع القطن كانت تحتاج إلى العامل يوما بعد يوم وعلى هذا كانوا ينقلون العبيد بعدد كبير من إفريقيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 1790 في الولايات المتحدة الأمريكية كان عدد العبيد 697 ألف وزاد عددهم في عام 1861 إلى ما يزيد على 4 ملايين وحتى نهاية القرن التاسع عشر تبين الإحصائيات بانه تم بيع ما يقل عن 14 مليون إفريقي عبر هذا الطريق بصفتهم عبيدا.
ان العبيد السود عند الأمريكيين لم يكونوا يحظون بأي حقوق إنسانية، وحتى لم يكن يسمح لهم بالزواج وبناء الأسرة، ذلك ان تكاليف الحفاظ على الأطفال كانت أكثر من تكاليف إدخال الرق من إفريقيا.
ان عقوبة التمرد في وجه الأرباب كانت عنيفة وصعبة، على سبيل المثال في عام 1728 اتهم خمسة عبيد بحياكة المؤامرة على أربابهم فالقي اثنان منهم في النار حيا وصلب آخر ورمي واحد في النهر ونفي الخامس على سواحل اسبانيا.
كان العبيد مستعدين للقيام بأي عمل لكنهم لم ولن يكونوا مستعدين بان يفكروا في الهروب ذلك انه لو هرب عبدا "تقطع أيديه ثم يقومون بوضع اليد المجروحة في القطران الغليان ثم يقومون بصلبه.
كان حكم لينش من الأساليب لقتل السود في القرون المنصرمة في الولايات المتحدة الأمريكية، في القرن الماضي قتل آلاف السود وفقا لهذا القانون وبشكل بربري.
مع كل تلك الحالات الوحشية والعنف اللا إنساني بدأت حركة مناهضة للرق في الولايات المتحدة الأمريكية. في الولايات الشمالية لأمريكا وبسبب كونها منطقة صناعية وعدم حاجتها للعبيد بدأت دعاية بوجه الرق والعبيد. وضع أبراهام لينكون في حملته الانتخابية بعد الترشح للرئاسة شعار إلغاء الرق من شعارات حملته الرئيسية، وأخيرا في نوفمبر عام 1860 اختير الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية.
أعلنت الولايات الجنوبية استيائها لهذا الانتخاب فتحدثوا عن الانفصال فصرح أبراهام لينكولن بهدف تحقيق رضا الولايات الجنوبية بانه لا يريد بإلغاء الرق منعها في كل مكان بل يريد بهذا الحؤول دون نشر الرق إلى باقي المحافظات. لم يجدي تراجع لينكولن نفعا وبدأت منذ ابريل عام 1861 حرب الانفصال في الولايات المتحدة الأمريكية واستمرت لأربعة سنوات.
هناك الكثير من الأحاديث التي تشيد بدور لينكولن لكنه لم ولن يتحدث عن التمييز العرقي وكان وفقا للمصلحة السياسية حتى لو قبلنا بما حدث فانه كان يدافع عن إلغاء الرق والحفاظ على التمييز العرقي.
قال لينكولن بصراحة تامة تأييد للتمييز العرقي بأنني لم ولن أكن مناصرا للمساواة الاجتماعية والسياسية بين العرق الأبيض والأسود بأي شكل كان، أنى لم كنت أناصر ولا أناصر حاليا منح السود حق التصويت أو الاقتراع والترشيح حتى يتمكنوا من ان يصبحوا عضوا في هيئة المحلفين. أو يشغلوا مناصب حكومية أو يسمج لهم بالزواج من البيض وحتى أضيف بان هناك فارق جوهري بين العرق الأبيض والأسود وارى بانه يمنع إلى الأبد من العيش معا وفقا للمساواة الاجتماعية والسياسية، أو يعيشون معا، ومن جهة أخرى انه لا سبيل أمامهم سوى العيش معا، وعلى هذا الطرف أو ذاك ان يقبل بوضع أفضل وأعلى وعلى الآخر ان يقبل بالمكانة المتدنية، انني مثل الجميع أناصر تفوق العرق الأبيض.
بهذه الأفكار العنصرية يكون من المستبعد ان يكون أبراهام لينكولن بتحرير الرق بدواعي إنسانية.
انه قال في خطاب آخر له: لو كان بيننا شخصا لم يولي اهتماما بالمشاكل التي يخلقها نظام الرق، ويقوم بتحرير نفسه من شر الرق فجأة وبشكل مؤثر، فلا يحق له ان يكون منا. على هذا يبدو بان المشاكل أو المصالح السياسية والاجتماعية لنظام الرق كانت تشكل الدافع الرئيس لأبراهام لينكولن.
ان الحرب بين الشمال والجنوب خلقت الآمال في قلوب العبيد السود من الجنوب فهرب عدد كبير منهم من الجنوب نحو الشمال ليلتحقوا بجيش لينكولن وأخيرا انتهى الحرب بين الشمال والجنوب بسبب كون الشمال صناعية ومأهولة بالسكان بانتصار الشمال فصدر بيان تحرير العبيد لكن هذا التحرير لم ينته لصالح العبيد ذلك ان السود كانوا منذ ذلك الحين بحاجة إلى البيت والزواج والطعام. فلم يكونوا يجيدون العمل الصناعي كي يعملوا في الشمال، ولا الجنوب كان يقوم بتعليمهم، ذلك انهم كانوا يعتبرون السود عامل لإخفاقهم وإلقاء الهزيمة بهم، كتب فيما بعد رجل من السود: تفرقت الخيمة والأكواخ فلا مكان للإقامة ولا طعام للأكل، هذه هي الحرية الكبرى.
لم تستطيع الحركات المناهضة للرق وبيان تحرير العبيد وقوانين الكونغرس ان تقضي على العنصرية، مازال السود يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية ومن الطبقات المتدنية في المجتمع الأمريكي.
ان التمييز في الاستخدام ونسبة البطالة المتزايدة في صفوف السود مقارنة بالبيض إذ تصل إلى الضعف والنسبة الكبيرة من الفقر والأمية وارتفاع عدد السجناء من السود والمواجهة العنيفة للشرطة، كلها تدل على ان التمييز العنصري مازال له حضوره في الولايات المتحدة الأمريكية. ان السلوك المؤسس للأمريكيين مع العرق الأسود يدل على انه بعد مرور قرن ونصف القرن من إصدار بيان تحرير العبيد مازال التعامل مع العبيد كما هو لا يتغير وان حركات السود الأمريكيين تتحدث عن السلوك والتعامل العنصري.

أرسل إلى صديق
ترك تعليق