رمز الخبر: 98
حول أسباب اندلاع الثورة الإسلامية بأنه يجب أن نقوم بدراسة العديد من التحديات الكبرى التي ظهرت بين الشعب والنظام البهلوي، هذا ويجب الاهتمام بتحديات عديدة أخرى في هذا المجال، أول تلك التحديات الكبرى هي عداء النظام البهلوي مع الإسلام، وقد نفذ عدة أعمال في هذا المجال بتوجيه من القوات الأجنبية، في هذا المجال يجب أن نقسم فترة البهلوي إلى قسمين: في فترة البهلوي الأب ظهر ذلك العداء بشكل عنيف مثل كشف الحجاب، لكن في الفترة الثانية أصبح الشاه وزوجته يتظاهرون بالإسلام وقد الغوا قانون كشف الحجاب
2021 February 06 - 09:00 : تأريخ النشر

موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية-تطرح اليوم شبهات وتثار شكوك كثيرة في مخيلة الشباب، وقد زاد الفضاء المجازي على حدة هذه الشكوك وأضفاها طابعاً خلاباً. هذا ويعدّ التاريخ من أكثر المجالات تكراراً التي تثير النقاشات والقضايا.

وقد أجرينا في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية مقابلة مع الباحث في مجال التاريخ، مسعود رضائي للرد على أكثر الأسئلة جوهرية في هذا المجال: لماذا قمنا بالثورة؟

وقال رضائي حول أسباب اندلاع الثورة الإسلامية بأنه يجب أن نقوم بدراسة العديد من التحديات الكبرى التي ظهرت بين الشعب والنظام البهلوي، هذا ويجب الاهتمام بتحديات عديدة أخرى في هذا المجال، أول تلك التحديات الكبرى هي عداء النظام البهلوي مع الإسلام، وقد نفذ عدة أعمال في هذا المجال بتوجيه من القوات الأجنبية، في هذا المجال يجب أن نقسم فترة البهلوي إلى قسمين: في فترة البهلوي الأب ظهر ذلك العداء بشكل عنيف مثل كشف الحجاب، لكن في الفترة الثانية أصبح الشاه وزوجته يتظاهرون بالإسلام وقد الغوا قانون كشف الحجاب.

واستطرد قائلاً: أما التحدي الآخر الذي كان يشكل سبباً لمواجهة الشعب والنظام البهلوي قد تجلى في تبعية النظام للأجانب تبعية مطلقة. صحيح بأنه كان يحاول إبراز نفسه كقائد إيران قومي ويؤكد على تاريخ إيران العريق ولهذا أقام احتفاليات بمناسبة مرور 2500 عام على النظام الملكي ومن جهة أخرى كان يحاول أن يظهر إيران كقوة إقليمية عظمى، لكن الناس كانوا يعرفون بان نظامه تابع وعميل للأجانب وينفذ سياسات أمريكا حرفياً. وقد تجلت تلك التبعية في حالات وقضايا مختلفة من الانقلاب العسكري الذي شهدته إيران في 28 مرداد عام 1332 والجانب الآخر هو التبعية في القضايا الاقتصادية، التي كانت تشتمل على كل جوانب الاقتصاد من الصناعة حتى الزراعة.

وأضاف: تلك الحالات من التبعية شكلت تحدياً كبيراً يسمى التبعية لأمريكا إذ كان عميلاً لها، هذا الأمر لم يكن بالقضية الهينة التي يتحملها الشعب الإيراني المسلم، وقد شعر بهذا الأمر كل من عاصر تلك الفترة. أما التحدي الأكبر الآخر تمثل في النظام البهلوي نفسه، إذ كان يمارس الاستبداد الشديد بحق الشعب الإيراني، هذا الاستبداد قد ظهر منذ بداية تولي النظام البهلوي مقاليد السلطة أي في عهد رضا شاه، واستمر حتى نهاية عهد هذا النظام، ما عدى عامين أي عام 1330 حتى 1332، ذلك انه بعد تولي الشاه الشاب لم يعد بإمكانه ممارسة الاستبداد، لكن بعدما رسخ أسس حكمه عاد إلى الاستبداد وأسس منظمة السافاك وضرب بقبضة من الحديد كل من عارض حكمه.

وفي نفس السياق قد أشار رضائي إلى الوضع الاقتصادي معتبراً إياها بالتحدي الأكبر بالقول: كان اقتصاد إيران يعتمدا كلياً على عائدات النفط، ومع انه كان يمتلك حقول نفطية عظمية تدر عليه بالأرباح الطائلة لكن الشعب كان يعيش ظروفاً سيئة، نتيجة لتبني سياسات خاطئة، فأصبح الكثير من الناس عاطلين عن العمل، وزادت نسبة التضخم، مما أدى إلى تأجيج الوضع الذي كان أساساً متأزماً.

وفي معرض رده على سؤال حول سياسات النظام البهلوي المعارضة للإسلام قال مسعود رضائي: مع أن النظام كان يتظاهر بأنه يتبع الدين، غير أن الحقيقة هي أن عداءه للإسلام كان بارزاً، ذلك أن الهدف الرئيس الذي كان يتبعه هو إزالة الثقافة الإسلامية والأخلاق الإسلامي من المجتمع، وكان يرى بأنه يجب تطبيق هذه السياسات حتى تترك تأثيرها على أفكار الناس وأخلاقهم، لهذا كان العداء للإسلام واضحاً في الإذاعة والتلفاز والصحف والأوساط العامة في المجتمع. على سبيل المثال كانت الملاهي تعمل في بعض المدن بشكل علني. والنظام لم يكن يعارضها بل كان يقدم لها الدعم بشكل أو بآخر.

وفي نفس السياق صرح بان من مظاهر العداء للإسلام على مستوى المجتمع هو نشر البهائية والمناصب التي منحها النظام لهم في الدوائر الحكومية، إذ يجب أن نعرف بان البهائية تعد جماعة وتيار معارض للإسلام والمتشيع، وكان دعم النظام له يحمل دلالات خاصة، فبعد الانقلاب العسكري بعام 1332 تابع النظام دعم البهائية ونشرها في البلاد كسياسة من سياساته الرئيسية، إذ دخل الكثير منهم في الحكومة ومنهم أمير عباس هويدا إذ كان لسنوات يتقلد منصب رئيس الوزراء، وكان ينتمي إلى أسرة بهائية.

وأضاف: إن توسيع نطاق العلاقات الخارجية للنظام البهلوي مع الكيان الصهيوني كان من مظاهر سياساته المعادية للإسلام، فبينما كان يمارس الكيان الصهيوني اشد أنواع العنف على الدول والشعوب الإسلامية، بدعم من الدول الغربية، أصبح الشاه أكبر حليف لإسرائيل وكان يقدم أنواع الدعم للصهاينة، وكان من الطبيعي أن يبدي الشعب الإيراني غضبه واستيائه لهذه السياسات.


أرسل إلى صديق
ترك تعليق