موقع مركز وثائق الثورة الإسلامية - ان إحدى الإجراءات الجديرة بالاهتمام لمنظمة الوثائق والمكتبة الوطنية لجمهورية إيران الإسلامية ومجموعة من أعضاء مجلس تنسيق مراكز البحوث التاريخية والمصارف الوثائقية الإيرانية هو تسمية 25 شهر دي باسم "يوم كتابة تاريخ الثورة الإسلامية" في التقويم الرسمي للبلاد.
لا شك أن الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1357 هي إحدى أهم أحداث أواخر القرن العشرين في العالم ، وقد أحدثت تغييرات واسعة النطاق في المجالات السياسية والاجتماعية لإيران والمنطقة والعالم. ان إيضاح كيف نشأت الثورة الإسلامية ، وأصولها ، وأهم أهدافها ودوافعها ، وقادتها ومؤسسوها ، وحلفاؤها وداعموها ، وأعداؤها وخصومها ، ومسار تطوراتها وفتراتها المختلفة ، وخطاباتها المحددة ، وخطاب الثورة ، وخاصة شرح مسار التكتلات الداخلية والخارجية للثورة والتعبير عن خصائصها والتعرف على عقباتها ، أقول كل تلك الأمور تعد خطوة ضرورية ومهمة للغاية لاجتياز المرحلة الانتقالية ونقل المسؤولية تدريجيا إلى المرحلة التالية.
مع الأسف و على الرغم من الجهود القيمة المحدودة والمشتتة التي بذلت في هذا الصدد من قبل بعض المؤسسات الثقافية والبحثية ، والمؤسسات التوثيقية والتاريخية ، وكذلك بعض الشخصيات المؤثرة في تاريخ الثورة ، لم يتم عمل الكثير بالمقارنة مع نطاق الحاجة. لم يسلم تأريخ الثورة الإسلامية من هذه التحولات. التأريخ هو شيء مهم ومعقد وهو نتيجة التفاعل الواعي لعقل المؤرخ مع الحدث التاريخي ، وفي كل عصر ينشأ من أفكار وخطابات جيله المعاصر ، وفي ضوء ذلك ، ظهرت فترات مختلفة من التأريخ.
المهم في التأريخ هو معرفة سير الحدث التاريخي ، وموقف المؤرخ وتفكره، يجب على مؤرخي تأريخ الثورة الإسلامية تقديم تحليل واقعي للأحداث التاريخية والاهتمام بمتطلبات هذا الأمر من أجل توفير الأسس لتشكيل تأريخ شامل وموثق.
نقطة أخرى هي أنه من المهم للغاية الانتباه إلى الوثائق السرية في تأريخ التطورات الاجتماعية والسياسية والأنظمة السياسية. على الرغم من أن مراكز التوثيق قد قدمت العديد من الخدمات بعد انتصار الثورة الإسلامية ، وبالطبع فهي تحظى بتقدير كبير ، إلا أن جزءا مهما من تاريخ الثورة الإسلامية وتاريخ النظام البهلوي لا يمكن شرحه بالكامل دون الوصول ونشر هذه الوثائق. وهذا لا يعني عدم الاهتمام بما نواجهه والاكتفاء بالوثائق المنشورة وغير المنشورة. إن جمع الوثائق السرية لنظام بهلوي هو سري والتأريخ الداخلي لتلك الحكومة ، ومن المفارقات أن هذه الوثائق أكثر انسجاما مع الواقع.
ضرورة تأريخ الثورة الإسلامية وآثارها الإقليمية
من ناحية أخرى ، للثورة الإسلامية الإيرانية ، بحكم طبيعتها الإسلامية ، جانبا عالميا ، ورؤيتها العالمية ، فقد وضعت أدوارا ومهاما للعالم ، وقد اختارت المبادئ كسياسة خارجية لها ومنسجمة. بتحقيقها ، اتخذت خطوات جعلت الثورة الإسلامية مصدرا للعديد من التأثيرات والتغييرات والتحولات على النظام الدولي.
لقد أثر اندلاع الثورة الإسلامية في إيران على الهيكل السياسي لتوزيع القوة والجهات الفاعلة في العلاقات الدولية وتحدى النظام الثنائي القطب وتسبب في تعزيز وظهور جهات فاعلة جديدة في العالم الثالث وفاعلين غير حكوميين مثل الحركات والشعوب في مسرح الهيكل الدولي.
لعبت الثورة الإسلامية دورا فاعلا في خلق الثقة وإيقاظها من خلال تقديم نموذج سلوكي جديد للدول المظلومة وتحاول التأثير على الرأي العام لإحداث التغيير والتحول في الهيكل الدولي. إضافة إلى أن دعم إيران للدول المحرومة والمضطهدة أدى إلى تنشيط وتقوية الحركات الإسلامية والتحريرية في العالم والمنطقة.
نقطة أخرى مهمة هي أن الثورة الإسلامية كانت فعالة في الموضوعات الرئيسية مثل العدل والسلام والأمن. ومع الأسف ، لم تكن هناك دراسات كثيرة حول آثار الثورة الإسلامية الإيرانية على بنية النظام الدولي وردود فعل الدول الأخرى على أفعال الثورة الإسلامية الإيرانية.
ان مراجعة المصممين الثقافيين في كيفية شرح تأريخ الثورة الإسلامية في المنطقة والعالم ، وعدم استخدام الأنماط السابقة والمتكررة ، واختيار أشخاص يؤمنون بجذور الثورة الإسلامية هي من بين الإجراءات التي يجب على الأمناء الثقافيين أن ينتبهوا لها بجدية.
النهاية
